جارديانا النيل و حديث المساء و حوار مع الأديب الشاعر أحمد أبو العز


فى حوار عروبى هاديئ مع الأديب و الشاعر الاستاذ أحمد أبو العز منسق عام محافظة المنوفية لجمعية نبض الشاعر فى حب مصر الثقافية
كان لنا هذا اللقاء نطوف معا فى بستان القصة تارة و الشعر تارة أخرى ثم نعطف إلى بعض القصائد
و أتركمم لمتابعة باقى الحوار فى التعليقات، و التى منها تعرفت على قامة ادبية ثرية و متميزة الفكر ترفع لها القبعة بكل اعزاز و تقدير
و اليوم لنا



س /اديبنا القدير
عهدناه محبا للفن ما رايك بالحالة الفنية الان و ما يعرض علينا من تلوث سمعى سواء موسيقا او حرفيا
و هل هذا يرجع إلى الملتقى الذى لا ينتقى أم ان
الكاتب هو الذى يفرض علينا ما فاض به إلهامهم؟
ج/
الفن سواء في الموسيقي  او الغناء بلا شك يطرب وجدان الإنسان الا إذا  أصبح الفاظه مبتذلة وفيها اسفاف فسوف تسبب تلوثا سمعيا للمستمع  وهذا متواجد علي الساحة الأدبية  للأسف  الآن  وإن  كانت مراقبة المصنفات الفنية تقوم بدور كبير في مواجهة هذا التلوث السمعي أما  بالنسبة للمتلقي فلابد أن  ينتقي ما يعرض عليه ولا يستمع الي الأغاني  الهابطة  كما أننا  أيضاً نجد ذلك في السينما ويستمع الجمهور الي بعض الأغاني الهابطة التي تصيب الإنسان  بالتلوث السمعي بحجة أن  الجمهور عايز كدة


س/لا حظنا انك شخصية هادئة ذات ميزات خاصة ما مدى تاثير هذا على حياتك
و قراراتك اى هل يتغلب القلب على العقل
عندك .....حيث ان القلب مقود العقل و به تسير الحياه؟
ج/بالفعل أنا هاديء الطبع وهذا يجعلني أدرس  أي  قرار أولا و قرارتي قد يتغلب فيها  القلب علي العقل بسبب عدم قطع صلة المودة وخاصة المتعلقة بصلة الرحم.


س/ ابو العز و اتخاذ القرار هل انت متسرع باتخاذ قرارات مصيرية ام تتأنى ؟ و هل تفضل أن تستشير
الآخر أم قراراتك ديكتاتورية؟

ج/القرارات المتعلقة بالعمل والمسقبل بقدر ما كانت بها من دراسة الا أنها  اتسمت في بعضها بالمغامرة أما من ناحية  الاستشارة في اتخاذ القرارات عموما فشيء طيب والمثل يقول  : لا خاب من استشار وديننا الإسلامي  يحثنا علي الاستشارة  والله تعالي يقول :  (وامرهم شوري بينهم)

س/الغضب و انت متى يغضب كاتبنا الكبير؟
و كيف يعبر عن غضبه هل باللجوء لقلمه و الكتابة ام بالانفعال و الصوت العالى؟؟؟

ج/ كل إنسان منا بلا شك يغضب أحيانا وأنا  لا ألجأ في غضبي الي الصوت العالي  إيمانا مني بأن  الصوت العالي لن يفيد بشيء بل سيوتر الإنسان والغير الي التوتر والمثل العربي يقول :
الطبل الأجوف دائما  أعلى  صوتا
ولذلك يجب علي الإنسان  في حالة الغضب أن يكون أكثر  هدوء حتي يستطيع التفكير ويتخذ القرار الصحيح  .

س/و كثير من الصمت حديث و كم من الصمت عقاب
بل أقصى أنواعه و أحيانا نبرر الصمت كغرور..
الغرور و أحمد أبو العز هل يأخذ منك مكانا؟

ج/ بالنسبة لصمت الإنسان كما تقولين قد يكون حديثا ولكنه حديث داخلي  في النفس غير واضح للغير أي  يمكن ان يكون حديثا  بين الفرد ونفسه  وقد يكون عقابا اذا كبت الإنسان  في نفسه ما أغضبه واحزنه وأثر  فيه والكبت يؤدي إلى  الإنفجار فتكون ثورة الغضب التي توتر الإنسان  ولا يستطيع أن  يأخذ  معها القرار المناسب وهذا عقاب  أما إذا كان الصمت للحظة دون إطالة وبتجاهل الطرف الآخر وتركه غاضبا ففد يكون نوعا من الغرور ولكن هذا قليل الحدوث  بين الناس  لأنه إذا  غضب إنسان  مع آخر وانفعل معه فإن ذلك يؤدي إلى انفعال وغضب الطرف الآخر  دون غرور
أما أنا  والحمد لله لا يأخذ  مني الغرور مكانا لأن الغرور يؤدي إلى مقت وكراهية الناس للمغرور كما يؤدي بالمغرور الي عزلنه عن الناس او بمعني أصح  ابتعاد الناس عنه.


س/متى ينتابك الندم و ما الشئ الذى ندمت
لعدم فعله و العكس ماذا فعلت و عليه ندمت؟
ج/حين أخطئ بحق الغير ينتابنى الندم

س/من بحور الشعر و الادب و الإلهام
و المراة  و الحب الفن و الغضب ننتقل لبحر اخر كثيرا ما يخشى البعض الابحار و الولوج فيه فيه الا بحذر و هو بحر السياسة
بمفهومها العام و الخاص كيف ترى المشهد اليوم على الصعيدين محلى و عالمى
خاصة بمصر و ما يدور بها من صراعات؟

ج/ المشهد السياسى الآن في مصر مطمئن وآمن وممتاز  الا أنه  يواجه تحديات وموءامرات من المتطرفين فكريا بهدف إسقاط  الدولة لكن بيقظة وحكمة القيادة السياسية نجتاز كل المصاعب والتحديات كما أن  هناك تلاحم بين رجال قواتنا المسلحة الأبطال ورجال الأمن لدحر الإرهاب أما  المشهد العالمي فيشوبه عدم الاستقرار خاصة في المنطقة العربية التي تموج بالاضطرابات والصراعات وخطر الإرهاب والتقسيم خاصة في العراق وليبيا واليمن وسوريا والسودان  فمنها البعض تعرض للتقسيم الي أجزاء كالعراق  (سنة وشيعة  واكراد) واليمن  (يمن شمالي ويمن جنوبي) والسودان (  سودان شمالي وآخر جنوبي) ومنها ما تعرض لهدم كيان الدولة وتدميرها مثل سوريا وليبيا والعراق  أما  المشهدالعالمي يسوده الاضطراب  أيضاً لأنه  ليس في منجي او مأمن عن مخاطر الإرهاب الذي يجتاح أوربا وأمريكا

س/الوطن
كلمة ذات شأن فى حياة كل منا و لها رنين خاص  فهى تشمل كل ما تستكين اليه النفس قد تعنى حضنا نلجأ اليه فى وقت المحن كالام و الزوج
او تكون بمعنى الارض و هو الاعم اى الدولة اى مصر  ماذا تعنى لك تلك الكلمة و ما اهم احلامك تجاه الوطن الام مصر؟

ج/ الوطن كما قلت  هوالحضن الدافيء الذي يقينا الشرور وهو السكن الذي يمنحنا الأمن والأمان والاطمئنان  والاستقرار كما أن الوطن هو حياة الفرد باختصار هو كل شيء يحتاجه الإنسان  ولهذا يشعر بالانتماء الية كل إنسان ومصر وطننا الغالي هي أمنا التي نعتز ونفخر بها وننتمي إليها وهي أم الدنيا كلها حضارة وتاريخا وأهم  احلامي لمصرنا العزيزة الإستقرار  والأمن  والتقدم والازدهار والوطن هو حياة كل منا باختصار لابد ان نحميه من الأعداء والطامعين ونبذل في سبيله أرواحنا و دماءنا.

س/ جرح غائر مهما اختلفت الرؤى تجاهه الا اننا لا يمكن ان نتغاضى عنه....
و هو الجرح العربى الفلسطينى
الذى يؤرق كل عربى غيور و ياخذه لمتاهة فى كيف و متى يتم التحرير و التخلص مما يهدد الكيان العربى المتمثل فى حل تلك القضية؟؟

ج/القضية الفلسطينية هي مأساة  الأمة العربية وجرحها الغائر الذي يحتاج الي أن يندمل ويتعافي الوطن وقضية فلسطين لا تهم مصر فقط ولكنها تهم كل الدول العربية والإسلامية أيضا لإن بها المسجد الأقصى المبارك فهو أولى  القبلتين و ثالث الحرمين ولذلك فهي تهم المسلمين في كل بقاع الدنيا كما أنها  تهم المسيحيين لإنه بها بيت لحم الذي ولد فيه السيد المسيح عليه السلام وبفلسطين كنيسة القيامة وكنيسة المهد وهي من الأماكن المقدسة للمسيحيين   ويأتي  التقصير من عدم التكاتف والتعاون مع الدول الإسلامية في مواجهة  الأعداء والنصر عليهم فيمكنهم تكوين جيش إسلامي قوي يستطيع فك قيد المسجد الأقصى  وتحرير فلسطين بالكامل كما أن المنظمات الفلسطينية منقسمة علي نفسها وغير متحدة في مواجهة العدو الإسرائيلي الجبان


س/الصداقة
يختلف البعض فى أحقية تواجدها بين الرجل و المرأة كيف ترى هذا الوضع؟

ج/اختلف الكثيرون في مفهوم تواجد صداقة بين الرجل والمرأة  وهذا المفهوم لم يكن موجودا في مجتمعنا الشرقي خاصة في منطقتنا العربيةاو الإسلامية ولكي لا نختلف هناك مرجعية  أساسية  يمكنا الرجوع إليها وهي ديننا الإسلامي الذي يعتبر دستور حياتنا والذي إذا  تمسكنا به لن نضل أبدا ومعروف رأي  الفقهاء في تلك الناحية والذي يقطع بأنه ليس هناك صداقة بين الرجل والمرأة بل ويعتبرون ذلك شيئا  محرما ولا يصح ان يكون ولكن هناك ما يسمي زمالة  في مجال العمل يشوبها الإحترام  المتبادل بين الطرفين وتكون العلاقة فيها محدده بحدود لا يمكن تجاوزها مثل الصداقة التي يمكن فيها بين الطرفين ان يحكي كل منهما أسراره للطرف الآخر وهذا هو الخطأ الذي قد يسلكه أيا من الطرفين وهناك من يبرر تواجد صداقة بين الرجل والمرأة  علي غرار الزمالة في مجال العمل فلا يتطرق أيا منهما الي معرفة او التعرف على  أسرار  الآخر ومشاكلة وخصوصياته  و موضوع الصداقة بين الرجل والمرأة  أتى إلينا من الغرب خاصة بعدظهور أدوات  التواصل الاجتماعي مثل التليفون المحمول والإنترنت  والماسينجر  وذلك حينما يتم التواصل بكلمة ( إضافة  صديق)  او( قائمة  الأصدقاء ) او( عدد.... صديقا مشتركا ) وهكذا حتى  ترسخت كلمة الصداقة في أذهان  مستعملي وسائل التواصل الإجتماعي واعتادوا علي كلمة الصديق او الصديقة اوالصداقة  وقد أثير هذا التساؤل من إحدى  السيدات في مجلة نصف الدنيا المصرية  في الثمانينات وقد أثار سؤال  السيدة ضجة كبري لأن سؤالها  كان مثيرا وهو : أليس من  حقي أن  أصادق الرجال كما تقول في رسالتها أنها صادقت ثلاثة رجال وكان زوجها في هذا الوقت يعمل بالخارج في دولة خليجية والمهم أنها  أضافت  عبارة مثيرة أيضا في رسالتها قائلة أنها أصبحت لا تستطيع الاستغناء عن اي شخص من الثلاثة  رجال  المهم نشرت المجلة ثلاثة آراء كلها متطابقة وكان رأيي  أحد  الآراء  الثلاثة والمهم أن وقت إثارة هذا السؤال منذ حوالي أربعين عاما لم تكن هناك  مثل اليوم وسائل تواصل  حديثة مثل اليوم بل التليفون فقط ولم يكن وقتها مفهوم الصداقة متداولا كما هو اليوم

س/و اخيرا
لمن تقول اسف
و لمن وحشتينى
و لمن سامحنى

ج/أقول  آسف لمن أخطأت في حقه
أقول  لوالدتي الله يرحمها وحشتيني هذا وقد رثيتها بقصيدة في ديوان ( ومضات وعطاء)
أقول :  سامحني لربي  اللهم إنك  عفو كريم تحب العفو فاعف عني وسامحني واغفر لي إنه لا يغفر الذوب الا أنت وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم أجمعين

فى نهاية الحوار لك كل التقدير و لسعة صدرك و ما بذلته من مجهود للرد ،و التعقيب، و الذى ينم عن شخصية عالية الثقافة ،و راقية النفس..،و هذه سمات الأديب الحق
تحياتى شاعرنا الخلوق
احمد ابو العز
منسق عام محافظة المنوفية

إعداد و تقديم
جهاد نوار

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجوه مشرقة فى تحدى القراءة العربى متابعة جهاد نوار

الشعراء قادمون مع ( الAI)/بقلم جهاد نوار

مصر على مر التاريخ بقلم /أمل الشهاوى