ما قَصر الأعمار فيروس بقلم : عميد الضاد الشاعر/ يوسف أحمد أبو ريدة


ما قصر الأعمار فيروس
.....
أرأيتِ مـــــــــــا - يا أم قــــــــــــــــــــد- غشّانا...وبلجة المجهول قد ألقانا
/
أرأيتِ؟...ذي الـــــــــــــــــــدنيا تضيـق بأهلها...حتى أحيلت أرضنا أكفانا
/
المــــــــوت يــــا أمــــــاه ثـــور هائج...فــــــــــــــــي كل شبرٍ فوقها يلقانا
/
والرعب- ويح الرعب- يبطش عاتيا....والشـــــــــكّ في بحر الهموم رمانا
/
لا الغربُ، لا الـشرق البسيط ولا الذي... يحمي العروش بما عرفتِ حمانا
/
لا الصـــــــــــيـنُ، لا النوويّ لا أحلافنا...لا ترامب بالإرهـــابِ أكبرُ شانا
/
أرأيتِ كيف يفـرّ مثلَ نطــــــــــــــــــيــحةٍ...من بعد أن أهدى العدا أقصانا
/
لا مــصــلُــه الــــواقـــي يفيــد ولا الــذي...بعــــــلاجه السحريِّ قد أغرانا
/
الــــله يـــحــــمــــي البيــــتَ، تـلــك عقيدةٌ...ظلت على طول المدى إيمانا
/
سـنـمـوت مـثـلَ النــــاسِ فــــــي أوطاننا...من بعد أن صار الشرابُ دمانا
/
جــــــــــــــــــــــاؤوا لنــــــــا بـالـقتلِ يخطر داميا...ويدمرون بيوتنا وقُرانا
/
حتى ظننت المـــــــــــــــــــوتَ لا يدري بهم...وسألتُ: ينساهم ولا ينسانا؟
/
ظلموا، أجل ظلموا وليس تصـــــــــــونهم...من بطش ربك يا حبيبة " قانا"
/
شربوا دمــــــــــــــــانا في الصباح وراقصوا...جثث الـذين تشبّعوا أحزانا
/
لم يتركوا الســـــــــــــــــوريّ في أحزانه....بل ضاعفوا يا مقلتي الأحزانا
/
وعــلـى الـفــرات تـمــددوا بـبـــلاهةٍ....مـــــن بعد أن جعلوا القبور سمانا
/
كـــــــــــــــــــــم نكّلوا بالأتقياء بأرضهم...كـــــــم روعوا الآباء والإخوانا
/
مـــــــــا كــــــــــــــــــــــان ربّك يا حبيبة غافلا...فهو الكريم بعدله ساوانا
/
أفذقتم المــــــــــــــــــــــــــوت الشديد وشوكه....أعرفتمُ من ذا الذي أحيانا
/
ولــربمــــــــــــــــا نمضي إليه بطعـــنةٍ...أو مثلــــكم بــلباقــــــــــــةٍ يلقانا
/
أعرفتمُ معنى الدمــــــــــــوع وملحـهـا....كـــــــــــم بالدموعِ رميتمُ الخلانا
/
كنتم ترون بـــــــلادنـــا لـجـيوبـكـــم.....وتــوزعـــون على البـــــلاد دمانا
/
وتنصّبون عـلـــى الــعـــــــــروش تنــابلا...جـــــــــــاؤوا على دبابة لربانا
/
وتصـفــقون إذا أبـــــــــــــــــــــــــــادوا أهلنا...وتباركون الموتَ والإذعانا
/
الطـــــفـــــــلُ فـــــــــي أعـــــرافكم متعصّبٌ...والشيخُ ليس بعرفكم إنسانا
/
أكذا يكـــــــــــون الـــعدل؟ نشرب دمعنا...ونموت نمضغُ ها هنا الأحزانا؟
/
وتســـــــــــــــــــــــــــــاندون المجرمين ببطشهم...وتقدمونا نساءنا قربانا؟
/
سيجيئنا كالــــــــــــــــــنـــــاس موتٌ ها هنا...وسيخطف الأطفال والشبانا
/
لكنّه عــــــــــــدلُ الإله وحــكــــــمـه...وبه تــقــرّ عـيـونـنــا سـلــــــــوانا
/
ما قصّر الأعمارَ فيروس ولا...كـــــــــــان الردى بقـــدومـــــه خَمّـــــانـا
/
يأتي إذا قـــــــــــــدر الإلـــــــــــــــــــــــه مماتنا...والله جل جلاله يرعانا
/
عودوا لحـكــــــــــــــم الـلـه، لا تـتـــآمروا...لا تظلموا، لا تقتلوا الإنسانا
/
يا رب أنت نصيرنا ومُـجيــرُنــــــــــــا...فاقبــــــــل إلهي راضيا دعوانا
....
يوسف أحمد أبو ريدة
الوكرة- 20-3-2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجوه مشرقة فى تحدى القراءة العربى متابعة جهاد نوار

مصر على مر التاريخ بقلم /أمل الشهاوى

وجوهٌ مشرقة بقلم جهاد نوار