خالد زهران فى أغنية أشرقت يا شهر الصيام/ بقلم الشاعرة جهاد نوار
كتبت جهاد نوار
لا شڪ أن بداخلة موهبة عظيمة نابعة من إحساسه الصادق، و قدرته على توظيف أدواته الفنية.
و التى تتمثل فى رؤية ذات بصمة متميزة،و صوت شجى يتسم بالرقة، و الشجن مع قوة التأثير فى المستمع.
إنه حين يعكف على العمل فى أغنية جديدة، يظل كالطير الحائر بين الفنن فى روض الألحان.
و تلك أهم لحظة تنتابه، و هى لحظة ميلاد اللحن، الذى سرعانما يتدفق فى رقة و دلال، و ينطلق بين أصابعه، موثقا أعذب النغمات.
لكن هل يكتفى خالد زهران بتلك الحالة الولودة، و يقدم لنا، ما جاد به إلهامة، و حسه المرهف، فيلقيه علينا من أول مرة؟!
بالطبع لا، فهو فى شجار مستمر، مع آلاته سواء كانت وترية،أو خشبية، و نحاسية،و يظل معهم فى حوار الفنان،ليطوعها معه، تارة ركضا،و تارة
بالهوينا حتى ينتهى به المطاف، لتسجيل آخر دفقة شعورية، يُشنف بها الآذان.
و من تلك الألحان التى ظهر فيها بثوب جديد، أغنية شهر رمضان، من كلمات الشاعر حسنى الحامولى، و لحن فناننا خالد و غنائه.
فقد أتى بفكرة جديدة، ابتعد فيها عن شرقية المحتوى، و ارتقى فيها بالجو الغربى، مدعمها بنسيج مفعم بالمرح الناتج من فرحتنا لاستقبال شهر رمضان، و التى استطاع أن يقرأها فى كلمات الشاعر.
فهو يُجيد تلك المَلكة، بصفته شاعر كذلك، و له كثيرا من الكتابات، لكنه أكمل فى طريق التوزيع الموسيقى
الفن الذى أحبه فأتقنه، و لست أكتب عنه لأول مرة، بل سبق فى مقالات كثيرة، أننى تناولت بعضا من أعماله.
لإلقاء الضوء على مفاتنها، ليس تحيزا، لكن بعين القارئ للكلمة، المستمع للحن، المدقق فى التوزيع.
و ما زال الفلوت فى غنائياته، يتربع على العرش، فنشعر معه كأننا نرى عازف رشيق العزف، يقف مطأطئا فى رقة يتلو آيات الجمال.
اقترب خالد زهران، كما نعرفه دوما، من عصر العمالقة، لكنه احتفظ بروحه فى أنغامه.
فهو هنا يذكرنا بفوزى،و مرحه، و رشاقة خطواته عازفا و مغنيا،بصوته الدافئ المعطاء.
تهانينا له و لإبداعاته المستمرة
https://youtu.be/o_ni5102b5w
تعليقات
إرسال تعليق