القراءة بقلم جهاد نوار
كتبت جهاد نوار
و أمّا في القراءة فلقد وجدتنى، و وجدت مؤنسى،و رفيقى، وجدتُ عالمى الذى أعيش فيه دون كدر.
فبين صفحات الكُتب، و أروقتِها الممتدةِ فى كل مدينةٍ، و بيت، و شارع،و زمان،و تاريخ، شيئًا من الجمال العظيم،و شيئا منى.
لهذا أنا أنتمى للكتابِ الورقى،و أعشق رائحته فمنذ شببتُ على رؤية الأوراق،و الكتب،و الأقلام،و دواة الحبر الخاصة بوالدى، و قلمه الأسود ذو السن الذهبى.
، عشقت هذا العالم الساحر فى طفولتى،خاصة بعدما أهدانى قلمه الثمين جدا،لأكتبَ به .
كان المنزلُ يضجُ بحفيف الورق،سواء فى كتاب،أو مجلة،و جريدة،أو رسالة فى مظروف أزرق اللون،تحمل أخبارا،و أحاديثا، من والدى المسافر دوما عبر المحيطات بأوروبا،و أمريكا.
كانت رسالاته أولى خطواتى فى عالم العشق الأبدى للكتابة.
فمنذ تعلمت الكتابة، و أتقنت فك شفرات الحروف، صرت القارئ الأول، و الأوحد لكلما يخطه لوالدتى فى رسالاته المنمقة الأحرف، و التحايا.
منه تعلمت جمال الأسلوب، و رصانة التعبير، و وجاهة الحضور عن بُعد،حين يسرد لنا حكاياه.
منه تعلمت أن أمة_تقرأ صعب أن تهزم، و بالقراءة أيقنت أن بين كل سطر، و تابعه حكايةٍ ما، شئ يهزنى، يشدنى لعالم جديد.
فيبهرنى، و يستوقفنى طويلا، و قد أعجز عن تجاوزه، و اظل أبحث عنه طيلة حياتى.
ففى القراءةِ حياةٌ، و سحرٌ أبدى، خاصة لمن يدمنها، و يُحسنها، فالكتابُ من أقوى الأصدقاء، و من أثمن الهدايا، و أكثرها توفيرا.
فبشراء كتابا لتهديه لصديق، يشبهك فى حب القراءة، ستتشاركان فيه، و تعم الفائدة، بحوارياتٍ، و نقاشٍ مثمر يغذى الفكر
إن الناس في أوربا يخصصون وقتَ الشتاء لقراءة الروايات الطويلة لأن البرد و الثلج يمنعهم من الخروج.
و يسمون تلك الروايات بأدب المدفأة، و كذلك فى الشارع، و وسائل المواصلات، لأنهم يعلمون قيمة الكتابِ، و الفكر.
فتعلم القراءة لأن بها تظل الكتب حية ما دام هناك من يقرأ
و ما أجملَ قراءاتى فى ليالِ الشتاء القارص، و فى صباحاته
المبللةِ بالمطر.
الممزوج مع رائحة الزهر، المنتثر على جنبات شرفتى فى منزلى القديم، فبالقراءة كم أقاوم كل القبح المحيط بى، فى هذا العالم المتناحر،الشبِق للمعاناة .
و ما زلنا ضمن الاحتفالات بأسبوع المكتبات المدرسية،و اليوم العالمى للمكتبات، كذلك ها نحن على بُعد أيام من الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية.
و. الموافق الثامن عشر من ديسمبر لغتنا الأم، لغة القرآن الكريم بها نزهو، و نباهى الأمم، بثرائها اللغوى، و مفرداتها التى لا تماثلها لغة أخرى، بلاغة، و تعبيرا، و تفسيرا، ذا اتخذوا من الكتب فسحة روحية، بها تهدأ النفس، و تسموا
تعليقات
إرسال تعليق