نسخ،و لصق، بقلم جهاد نوار
استيقظت منذ قليل قليل،على رسالة من رئيس م.إدارة موقع لجريدة إلكترونية،عن مقالة،بعنوان النُضح، يُطالبنى فيه بقراءة مقالة تشكك فى أمرها،أنها ليست مِن تأليف مَن أرسلها للنشر،على موقع الجريدة،و بالفعل قمت بالبحث عن الكاتب الأصلى،فظهر لى أنها من المنسوخات ثم تم اللصق على حائط المراسل حيث صارت تلك الأمور عادية بمجرد نشر كلمة صباح،أو تحية مساء،أو قصيدة لشاعرٍ قديم،أو معاصر،فنجد مليون شخص ينسخونها ،و يضعونها على متصفحاتهم،كمبدعين، فيضيع حق الكاتب الأصلى،ثم يكتبون أنفسهم كشعراء ،و أدباء،أو مُنشِئ محتوى،بل،يتكسبون ماديا مما ليس لهم فيه حق.
فأصبح العالم الافتراضى مكتظ بالكُتاب الغير
كُتاب بالمرة،فهم ليسوا إلا سارقين لأفكار الغير
و هم من الكاذبين،على أنفسهم،كما يكذبون علينا.
و لقد زادت تلك الحالة ،أيضا بسبب مواقع غير مرخصة،أو مُشهرة ،يتم ترأُسها من بعض مجانين الشهرة
و الباعة الجائلين،و المحتالين،من مقاهى السيبر نِت ،و لشدة ذكائهم،فهم يوظفونه فى ابتكار حِيلا مغرية،لضم الكثير من الهواة ،و تعليمهم،و تدريبهم على سرقة الأفكار ضمن مسابقات،لا يتواجد فيها مختص واحد،له حق التدريب،و التحكيم،لأنهم غير مؤهلين، بل هم مختصون فى توجيه المشاركين كيف يستولون على الفكرة،و كيف يصممون لها فيديو أنيق ،و وضع عنوان مغرى من إعداد،و تقديم المتسابق،السارق،مقابل مبالغ مالية،منها ما يصل لألاف الجنيهات،و منها ما يقل حسب كل فريق ،و ما يقدمه،ثم تقام حفلات تكريم،بعد تقييم الأعمال المقدمة من المشاركين الذى أكثرهم ليسوا إلا ناسخين لأفكار الغير،من جوجل العظيم،و لا أتحدث من فراغ،فقد شاركت كمتسابقة بورشات تدريب لأقف على ما يحدث عندما لاحظت تلك السرقات، لأقترب من كواليسهم للكشف عن حقيقة ما يحدث،و كانت مهزلة عبر الزوم
و تطبيقات الميتا،فوجدت كل شروط الانضمام،لا تهتم بالمؤهل ،فلو معه شهادة محو الأمية،فهم سيعلمونه كيف يأخذ لقب المذيع ،و الإعلامى
و لقد طفح الكيل،و لا بد من وقفة جادة ،لمنع هؤلاء من تلك التجاوزات،و أقلها ما أتحدث عنه اليوم،خاصة أنهم يستعينوا بشخصيات
مهمة لإغراء المتسابقين بالمشاركات،التى تتم
على حساب المتسابق،و كذلك هم بعيدين عن عيون الدولة،بما يجمعونه من أموال،دون أى رسمية لكياناتهم تلك.
و عن تلك المقالة عن النضج،المنشورة منذ يوم بواسطة كاتبها،ثم شاركتها سيدة محترمة تحافظ على حق الكاتب، ثم تأتى الأستاذة سهام بنت نواكشوط،لتنسبها لنفسها على صفحتها،بصفتها أديبة،و شاعرة،ثم يقوم ثالث بتقديمها للجريدة الألكترونية لتوثيقها على أنها خاصة به،و للأسف سارق المقالة،و غيرها الكثير على متصفحه،موظف فى موقع إدارى
هام،ضمن مؤسسات الدولة،و بالتالى كيف بسارق لفكر غيره،و كيف سيكون داخل
مؤسسة حكومية،مسؤول عن حقوق الناس؟
كيف نأتمنه على على مصالحهم؟
و السؤال لماذا لا يوجد حماية حقوق ملكية
فكرية عبر العالم الافتراضى؟أليس هذا نوع
من الانتهاك الذى يحتاج لتقييد حساباتنا،و فرض عقوبات فورية،كما يحدث من مارك عندما ننشر خبراً عن مقتل شعب،و إبادة أطفال،أم أن الفيس تم برمجته على السماح بسرقة العقول،و الأفكار فقط؟
منذ أيام أيضا،عُرضت علىّ قصيدة تغاضبت
فيها اثنتان من النساء ،بصفتهما شاعرات
كل منهما تتدعى أنها الكاتبة لها،و كان الجميع
يتحيز للتى أظهرت أن النص مكتوب بتاريخ سابق للأخرى،حيث يعود لعام ٢٠٢٠، الحقيقة أثبت بالبحث، أنهما سارقتان،و سيتم اليوم الجمعة ١١ أبريل ،مواجهتمها بندوة خاصة،فى الأسكندرية، كانت ستقام لإعطاء الحق لإحداهن ،لولا أننى تأكدت بالدليل أن النص الأصلى نُشر منذ عشر سنوات خلت ٢٠١٥
و ٢٠١٦ .باسم شاعر آخر،و تم تداوله من سارق،لسارق حتى وصل للسيدتين،و لن أقل شاعرتين.
فمن يفعل ذلك،ليس بشاعر،و لا كاتب،و لا مُعد
و لا إعلامى،كتلك السيدات اللاتى يأخذن دورات،و يصرن معدات،و مقدمات،لبرامج بما ليس لهم فيه أى حق،و عبر تصميمات فيديو جرافيك،بالذكاء الاصطناعى،حتى أنهم لا يذكرون أنها عبر تقنية الai،لتوضيح حقوق الملكية الفكرية،و التى عقد لها مؤتمرا عالميا منذ قريب ،هنا فى مصر.
لذلك أوجه نداءً للسيد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلمانى،و نقيب الصحفيين
و نقيب الإعلاميين،و نقيب اتحاد كُتاب مصر لوقف تلك المهازل.،و ضرورة البحث،و التريث قبل نشر أى شئ
فى جريدةٍ ،أو برنامج إذاعى،أو قناة من قنوات خاصة عبر الفيس،لأن هناك أمور كثيرة تحدث،تضر بالكاتب الأصلى،و المبدع الحقيقى
فمثلا فى شهر رمضان ٢٠٢٥،تم عرض برنامج غنائى على إذاعة رسمية،كان قد تم تسجيله من سنوات ،فى استوديوهات الإذاعة،لكن هذا العام تم إذاعته على أنه تم الإعداد له بواسطة شخص ما، ليس له صفة الإعداد،و تم تقديم البرنامج على أنه جديد ،لمجرد تجميع حلقاته
من ضمن ١٥٠ حلقة ،على مدى خمس سنوات
قُدمت للإذاعة،بواسطة فريق عمل متكامل.
و إذا بهم يقدمونه على أنه آخر أعمال الفنان الذى وضع موسيقاه كموزع موسيقى للأغانى وقتها،لكن للأسف هذا الفنان رحل بأغسطس الماضى٢٠٢٤.و لديه الكثير مما قدمه ،بعد تلك الأعمال الرمضانية،فكان آخر أعماله توزيعا،عام ٢٠٢٣،إنما تم الترويج ،و الإعلان عن الحلقات
القديمة بأنها جديدة،ممن اتخذ صفة المُعد،و قفز على مجهود ليس له،و كتب على الفيس أنه آخر أعمال الفنان الراحل متعمدا.
رغم أن هذا البرنامج الغنائى تم عمله من حوالى خمس سنوات ،أو أكثر،من إنتاج الإذاعة ،بشهادة الشاعر المشارك ضمن فريق العمل،و الملحن يعلم أيضا،لكنه قدم الأعمال كجديدة،و ليست معادة؟
فلماذا الكذب،لماذا لم يتم إعادته كبرنامج من تراث الإذاعة ،دون ذكر كل من شارك فيه وقت تسجيله؟حتى لو حلقات مجمعة عن كل عام،فلكل حلقة فريق عمل،و لكل برنامج أهله،و قاماته،لماذا حُصر العمل فى شخص الملحن،و الشعراء،و شخص دخيل عليهم،و تم التغطية على كل من شارك وقتها فى العمل،من مطربين و مهندسين صوت،و قامات إذاعية ساهمت فيه ،و الغوا كل ما يوثق مجهود أناس اجتهدوا ،و دعموا،و عملوا بجد،فى أعمال رمضانية،متطوعين،لم ينالوا أجرا،لماذا نحتال على المتابعين،و زج الجهات المسؤولة فى مخالفات،قد تضر بهم،و تضر بالمبدع الكاتب الحقيقى؟و إظهار جيل ،لم يتعب،و لم يقدم جديدا،و ليس لع صلة بالمجال ؟
و لأى جهة نتجه لنقدم كل ما يثبت تلك التجاوزات؟و إلى متى لا يوجد رقابة على لصوص الفيسبوك،و انتهاكاتهم لحقوق الغير؟ لقد ربطت بين كل تلك التجاوزات معا لأننى تحدثت كثيرا عن كل حالة من زمن ،و لم يحدث أى حراك،لكننى اليوم أرجو أن أجد مَن يتصدى معى لكل ذلك،كمنبر منه نصل لحلول ،و لدى كل ما يثبت كلامى،كما أن هناك بعض الأمور يجب لفت انتباه مسؤولى الإعلام،و الإذاعة ،و التليفزيون لإعطاء كل ذى حق حقه،و تنقية المجال من غير المبدعين،للتجديد ،و التنوير،و ثقل الساحة الثقافية بعقول الكُتاب الحقيقيين
و الشعراء ذوى الفكر،و الرؤية،الإبداع فى مصر.
فالكلمة سلاح،به تُبنى الحضارات،و تهدم أمم
و تثور الشعوب،و حسب الكلمة،تتحدد الهوية و تتكامل الرؤية.لأن الكلمةز أمانة،و مَن ليس على قدر الكلمة لا يتناولها بأى صورة،فلدينا طوابير طويلة يتقدمها السارقون لكلمات ليست لهم،و قصائد،و مقالات،و أفكار،و لا يوجد رقيب يُنقذ الكلمة منهم ،و ضاعت هيبتها،و تفرق دمها بين القبائل.
تعليقات
إرسال تعليق