الصحافة مهنة،و رسالة بقلم جهاد نوار

 الصحافة مهنة أم رسالة؟سؤال يتردد

كتبت: جهاد نوار

إن مقولة أن الصحافة ليست مهنة مقولة خطأ فى الواقع، فهناك أراء متباينة حول هذا الموضوع

لأن بعض الناس يعتبرون الصحافة ليست مهنة،و على العكس أنها مهنة قائمة بذاتها، لأنها تتطلب مهارات، و معرفة ،و خبرة خاصة لجمع المعلومات،و تحليلها ثم تقديمها للجمهور،كما تتطلب الأمانة،مع الحرفية،و هذا معنى أنها رسالة.

 بينما يرى آخرون أن الصحافة ليست مهنة منفصلة، بل هى مجالٌ يمكن أن يمارسه أشخاص من خلفيات مختلفة، مثل الإعلام ،أو الاتصال ،أو الكتابة.

ففى مصر، مثلاً، الصحافة تعتبر مهنة مهمة،و هى تلعب دوراً كبيراً فى نشر المعلومات،و توعية الجمهور،و ذلك لا يأتى من فراغ،بل هناك كليات إعلام،و صحافة،لتخرج دفعات ذات مؤهل،لتصدر القمةفى هذا الشأن.

و حين يأتى السؤال هل هى مهنةٌ،أم رسالة؟فنقول إن الصحافة بالفعل رسالة أى أن الصحفى يجب أن يكون له دورا مهما فى نقل الحقائق،و المعلومات الصحيحة للناس،و يكون  ذو رسالة مهمة فى المجتمع ،تماما كالكاتب.. 

و فى نفس الوقت، هى مهنة لأنها تحتاج لمهارات،و معرفة، و خبرة علمية،و عملية لممارستها بشكل احترافى لذا إن الصحافة تجمع بين كونها رسالة مهمة، و مهنة قائمة بذاتها،و هناك ورش ،و كورسات للتعلم .

و لو أن البعض يعتبر العمل الخدمى،أو تقديم خدمات للناس، عمل صحفى فهل هذا صحيح؟

الإجابة أن العمل الخدمى، أو تقديم خدمات للناس يمكن أن يكون له علاقة بالعمل الصحفى فى بعض الأحيان، لكن ليس بالضرورة أن  يكون عمل صحفى بحت.

الأن لعمل الصحفى بشكل أساسى يركز على جمع المعلومات ،و تحليلها وتقديمها للجمهور عبر وسائل الإعلام المختلفة، كالصحف، أو التلفاز ،أو الإنترنت. 

أما العمل الخدمى فهو تقديم خدمات مباشرة للناس، مثل المساعدة فى حل مشاكلهم، أو تقديم دعم مادى،و معنوى ،و هذا كله مسؤولية الأشخاص العادية، مع الجمعيات،و المؤسسات الخيرية المشهرة رسميا،و تحت مظلة الدولة،ليس مجرد استغلال لمنصب ما.

أما المؤسسات الصحفية،فلا تقوم على هذا ،و إلا لما تقدم لها خريجو الإعلام،و قسم الصحافة،و صار لها نقابة رسمية،يعملون تحت مظلتها.

ففى بعض الأحيان، يكون فيه تداخل بين الاثنين، فنجد صحفيا يقدم خدماتٍ معلوماتية للناس كجزء من عمله، لكن هذا ليس معناه أن كل عمل خدمى يعتبر عملا صحفيا؟

مثال أوضح ملف الصحة،أو التعليم،و تسهيل خدمات للمريض، أو لطالب لا يعد عملا صحفيا بالمرة ،فلكل منهما وزارة مختصة.

إذن الصحافة هى فن القدرة على كتابة مقال عن قضية صحية ،أو تغطية إعلامية لمشروع تعليمى جديد، أو مانشيت مميز،و الكشف عن قضايا هامة للمجتمع،و ذلك يحتاج فكرا واعيا،و أمينا،إضافة لبُعد نظر،و القدرة على القراءة ،و التحليل للخبر،و للمشهد أيضا،و هذا لا يمتلكه إلا الصحفى الممارس،و الموهوب سابقا.

أما تسهيل خدمات للمريض أو الطالب، فهذا عملا إداريا يقوم به أى مندوب،أو موظف  مثلا مساعدة المريض فى الحصول على موعد فى المستشفى ،أو مساعدة الطالب فى التسجيل فى المدرسة،أو حل مشكلة،كلها أمور لا تحتاج صحفيا بل مسؤول،و الكارنيه الصحفى

 لا يغير طبيعة العمل به من مهنة لخدمة.

و هناك أيضًا نقاش حول دور الذكاء الاصطناعى فى التأثير على الأدب،و الصحافة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعى أن يكون أداة مساعدة للمبدعين البشريين، لكنه لا يعتبر مبدعًا بذاته. 

خلاصة القول الصحافة مهنة ،و رسالة مهمة،بل أهم مهنة فى مصر،و هناك فرق واضح بين العمل الصحفى ،و العمل الخدمى.


و يجب التمييز بين النوعين من العمل لضمان فهم واضح لدور كل منهما فى المجتمع.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجوه مشرقة فى تحدى القراءة العربى متابعة جهاد نوار

مصر على مر التاريخ بقلم /أمل الشهاوى

وجوهٌ مشرقة بقلم جهاد نوار