القراءة بقلم جهاد نوار

كتبت جهاد نوار و أمّا في القراءة فلقد وجدتنى، و وجدت مؤنسى،و رفيقى، وجدتُ عالمى الذى أعيش فيه دون كدر. فبين صفحات الكُتب، و أروقتِها الممتدةِ فى كل مدينةٍ، و بيت، و شارع،و زمان،و تاريخ، شيئًا من الجمال العظيم،و شيئا منى. لهذا أنا أنتمى للكتابِ الورقى،و أعشق رائحته فمنذ شببتُ على رؤية الأوراق،و الكتب،و الأقلام،و دواة الحبر الخاصة بوالدى، و قلمه الأسود ذو السن الذهبى. ، عشقت هذا العالم الساحر فى طفولتى،خاصة بعدما أهدانى قلمه الثمين جدا،لأكتبَ به . كان المنزلُ يضجُ بحفيف الورق،سواء فى كتاب،أو مجلة،و جريدة،أو رسالة فى مظروف أزرق اللون،تحمل أخبارا،و أحاديثا، من والدى المسافر دوما عبر المحيطات بأوروبا،و أمريكا. كانت رسالاته أولى خطواتى فى عالم العشق الأبدى للكتابة. فمنذ تعلمت الكتابة، و أتقنت فك شفرات الحروف، صرت القارئ الأول، و الأوحد لكلما يخطه لوالدتى فى رسالاته المنمقة الأحرف، و التحايا. منه تعلمت جمال الأسلوب، و رصانة التعبير، و وجاهة الحضور عن بُعد،حين يسرد لنا حكاياه. منه تعلمت أن أمة_تقرأ صعب أن تهزم، و بالقراءة أيقنت أن بين كل سطر، و تابعه ...