قول يا حبيبى أول ديوان للشاعر الكبير عبد الموجود بكر
كتبت جهاد نوار
** قول يا حبيبى
جملة قد تبدو للمستمع،أو القارئ أنها معتادة لكنه قد تم توظيفها داخل نص شعرى أنيق شديد الخصوصية،يحمل فى طياته كل معانى الجمال،و يأخذنا لزمان الرومانسية الجميلة التى افتقدناها .
جاءت تلك الكلمات على لسان كاتبها الشاعر الأنيق حِسا،و الراقى تعبيرا، الأستاذ عبد الموجود بكر،و التى لا شك أنها تُعبر عن تجربته الخاصة.
و هو شاعر مصرى معاصر،من مواليد القليوبية كم كتب،و تغنى بمكنون فؤاده،بكل آيات الحب،و الاشتياق،فأبدع،و سوف نلمس كلَّ ذلك فى أعماله المتواجدة بين طياتِ أول إصداراته الورقية التى سعدت بالكتابة فيه،خاصة أنه يحمل عنوانا له جميل الأثر لدينا،و الذكرى الخالدة….
( قول يا حبيبى)هذا الإلحاح الرقيق ،و البوح العذب من حبيب لحبيبه، و كم نرددها جميعا لمن نحب.
ففاجأنا بكر،و جاء بها فى قصيدته،معبرا عن ثورة فياضة من العاشق لمعشوقته المتلهف لحديثها بأى صورة،فمجرد نطق حبيبى،هى كل أمنياته،لذا ينتظرها ،مع كل همسة،فى كل نظرة،فلا شئ يُطرب قلبَه سوى سماعها من محبوبته.
و قد لاقت تلك الكلمات استحسان الملحن الفنان،و الموزع الموسيقى الراحل خالد زهران،كما لامست قلبه أيضا ،لتكون من أجمل ألحانه،عزفا،و غناء،ليعود بنا للرقى الفنى المُفتقد فى الألفية الثالثة،حيث قام بتنفيذها عام ٢٠٢١، و هى من ضمن عدة أعمال بين الشاعر ،و الفنان حيث كونا ثنائيا غنائيا جميلا، حيث تم الإنتاج المادى للأعمال على نفقة الشاعر،لحنا،و توزيعا موسيقيا،كما غناها خالد زهران بصوته العذب.
و فى إصدارهما لغنائية ( قول يا حبيبى ) نجدهما قد زودونا بجرعة مُكثفة من الجمال كما سبق ذكره فتعانقت الموسيقى مع الكلمات فى أناقة ،و دلال، و تَوجَها اللحن ،و هنا يأتى دور الكاتب الذى أجاد فن التصوير حين يقول (عنيا سامعة ،و قلبى شايفك) ففى هذه المقطوعة الشعرية،التى وددت ألا تنتهى، فهو حين قام بتغيير أدوات السمع ، و الكلام،فبدل بينهما فى صورة رائعة ،و استبدل خصائص كل منهما،حينما حول المعنوى لملموس،فباتت العين أُذنا،و القلب عينا فكان هذا التابلوه الغنائى البديع..
،و لنقرأ معا القصيدة المُغناه كاملة للشاعر عبد الموجود بكر،حيث تم إضافة جملتين من خالد كملحن لتتوافق مع جملة موسيقية أراد زهران ألا يجعلها بلا كلمات…كما قال لى وقتها، و قد راقت للكاتب فكانت كما سنقرأها بين الأقواس، كشاهدة على كل جملة موسيقية،من بروڤاتها،فهى من الأغنيات التى شرفت ،وقتها بالتواجد معهما حيث أشركنى خالد معه فيها منذ اختياره الكلمات ،و التى تعنى الكثر،و رغم معاصرتى أيضا لأغنية مش مطمنالك ،و هى من كلمات أستاذ بكر أيضا…
فمنذ بدء التلحين،ثم التوزيع،و هو مرحلة من أجمل المراحل التى ،و أكثرها اهتماما ،لتظل قول يا حبيبى ذات مكانة خاصة لنا جميعا الثلاثة..بكر الشاعر،و خالد زهران،الملحن،و المطرب الذى غناها بصوته عشقا، و أنا فلنقرأها معا كما تم غنائها:
قول.. قول يا حبيبى بحب اسمعها
بحب اسمعها من شفايفك عنيا سامعه ،
و قلبى شايفك،حروف كلامك، غير حروف كل الكلام مليانه بالشوق ،و المحبة، و الغرام
(عشقت قلبك عشقت حبك،و دوبت فيك)
……
خليتنى أعشق،كل كلمه من حروفك
خليتنى ادوب،لما اقابلك، و لا اشوفك
(و همس إيدك لما تهمس بالسلام)
……
قول يا حبيبى انا عمرى،ما اشبع من غُناك
خليك معايا أنا قلبى ،كان مشتاق لُقاك
دوقتنى الشوق، و الغرام، و الابتسام
قول يا حبيبى
حقا كلمات تستحق أن تكون عنوانا أصيلا للكتاب ،اختيار من الكاتب أهنئه عليه، لذا بدأت بها فى مقدمتى،و سوف أنتقل لبعض من القصائد الأخرى لإلقاء الضوء عليها…
كذلك من الأعمال المغناة،و التى أنتجها الأستاذ بكر،نجد مش مطمنالك،و هى من الكلمات التى نقول عنها السهل الممتنع،و هو ما يميز بكر،،فى كل أعماله.
فنجد شاعرنا قد برع فى الحديث بصوت الأنثى،و التعبير عن مكنون صدرها ،و ما يَجيش فى نفسها من عدم الاطمئنان فجاءت كلمات الأغنية حالة من القلق ،أجاد فى التعبير عنها فها هو يقول:
(حبيبى نفسى تعرف الحب مش سؤال،و لا كلام يتقال،و لا مليون اتصال الحب إنى أعيش لك،لو يوم قلبى ندالك..)
حتى نهاية القصة،فقد بُنيت على درس هام ،و هو وضع تعريف صحيح للحب،الذى به تطمئن الحبيبة،و لمَن يجهله.
وعلى نفس الوتيرة نجد شاعرنا يهتم بتفاصيل الحب دوما،و رغم أنه يتجه فى حبه للناحية الفلسفية،بوضع لمساته الخاصة دوما ،سواء على لسان الرجل ،أو الأنثى.
كما أن حبه يتميز بالكبرياء،فيه العزة،فهو رافض أى إذلال من المحبوب،و يعلنها دوما كما فى قصيدة انا برفضك، كذلك نجده ذو قوة،و عزيمةفى أغنية أتحداكى ،و مش مضطرة،و هلم جرا
ثم يأتى فى أغنية رغم الحب الكبير،و التى لاقت اعجابى و قد وضعت لها تصورا لحنيا
فهى أيضا من النمط المميز،المعجون بشموخ قلب،و رقة احساس.
إن شاعرنا الحالم،و المرهف حسا،فى بحث مستمر عن حب حقيقى لا يبخل فيه بالعطاء،و لا ينهزم فيه قلبه،فهو المحب،العاشق
،الناسك فى محراب محبوبته إنما بتأنى،و لطف،مع بعض القسوة إن وجد دلالا يعذبه…
و هو ما بين التحدى،و الإنذار،و العتاب،أو اللامبالاة ،و الانتظار يظل دوما فى محرابه يرجو أن ينال عطفا،و أمانا لحبه النقى.
فهو ممن يكتب عن تجربة ذاتية،خِصبة،تعطى حرفه رشاقة،و شفافية،و تُضفى مزيدا من الرومانسية .
و اليوم تم صدور الديوان،الذى شرفت أيضا
بحضور لحظات ميلاده ،كما عاصرت تنفيذ
أهم أغنياته،التى صارت عنوانا للديوان
قمة الجمال والروعة والابداع من ملكة الزوق الاحساس
ردحذف