التقعقر بقلم الأديبة الناقدة المصرية جهاد نوار
جارديانا النيل
و حديث الصباح
التقعقر
------
لا شك أن التوغل فى لغتنا العربية ثرية المفردات
و جميلة التعبيرات بمختلف الصور و التشبيهات.
و الأكثر قدرة على توظيف الكلمة و التى تتعدد
فى المعنى حسب النطق و التشكيل أمر رائع
و يؤكد براعة الكاتب و ذكائه و قدرته على التجدد
و التغيير ....
لكن إلى أى حد يكون هذا التجديد هل باختيار ما لا يتناسب و قدرة القارئ أم الغير ملائم للبيئة المحيطة سواء بيئة ثقافية أو إجتماعية.؟
حيث نرى البعض فى هذه الأونة يتسلق سلم اللغة من أعلى و ليس العكس فى تظاهرة النبوغ المصطنع ليس إلا للإشادة بمدى ثقافته.
و هو فى الحقيقة ليس إلا مصطنعا للغة مغايرة
تماما لبيئته و معرفته دون النظر لما سيعود على
المتابع له.
الكاتب هو صوت الأمة و سيف مهند لنصرة قضاياها
و إن لم يكتب ما يفهمه المحيطين فما الفائدة
من حمله رسالة أمة و هموم شعب و كيف يتواصل
مع الآخرين بلغة لا يجيد هو نفسه معناها.
التقعقر فى اللغة لا يعنى رص كلمات غريبة
توحى بصقل الموهبة و فى الأصل لم يتم توظيفها بالمكان الصحيح.
كما أنها تخرج الكاتب عن الحالة الشعورية التى بدأها
و يصعب عليه إستكمال غايته .
فهو يركز فى المفردة و لصقها فى جملة لا تتصل بها
و لا ينظر للمعنى العام للقصيدة بعد ذلك فتخرج
أبيات غير مترابطة مهلهلة المضمهون متناقضة المعانى ركيكة الفحوى...
و من العجيب أن تلك الحالة أصابت الجميع حتى كتاب
العامية فأصبحنا نعيش فى أتون حافل بالكثير
من التجليات اللوذعية لفرسان الحروف ممن اثقلوا
اللغة بدانتيل غير متناسق الهيئة لزركشة سطورهم
المستخفة بالعقول...
و هنا لا بد أن نشير إلى أن القراءة المستديمة هى أكبر مصل لشفاء هؤلاء من مرضهم المعدى .
فالاطلاع يزيد من مقدرة الكاتب على فهم معانى
الكلمات و ليس مجرد السماع و وضعها فى صور
هزيلة الإستعارة أو التشبيه .
رفقا بنا و بأنفسكم من تلك الآفة التى استشرت
فيكم و اكتبوا ما يناسب العصر مع أدوات البيئة
المحيطة بكم.
أجيدو العزف بجمال اللغة و ليس غريبها و استوصوا بنا خيرا فنحن مثلكم نعلم لكن حين نتحاور مع القارئ بمشاعرنا نغدقه بما يفهمه هو و من بعده من واقع حياتنا فنحن تراث موروث للقادمين .
فاقرأو ثم اقرأوا ثم...... اقرأوا و تمعنوا قبل النطق
بما تسطرون و خير الأمور الوسط.
و لا تجهضوا لحظة إبداع أتت بسلاسة للجرى وراء
الصعب المنفر مهما كانت قوته.
جاردى انا
جهاد نوار
الأديبة الناقدة
12 أبريل 2019
و حديث الصباح
التقعقر
------
لا شك أن التوغل فى لغتنا العربية ثرية المفردات
و جميلة التعبيرات بمختلف الصور و التشبيهات.
و الأكثر قدرة على توظيف الكلمة و التى تتعدد
فى المعنى حسب النطق و التشكيل أمر رائع
و يؤكد براعة الكاتب و ذكائه و قدرته على التجدد
و التغيير ....
لكن إلى أى حد يكون هذا التجديد هل باختيار ما لا يتناسب و قدرة القارئ أم الغير ملائم للبيئة المحيطة سواء بيئة ثقافية أو إجتماعية.؟
حيث نرى البعض فى هذه الأونة يتسلق سلم اللغة من أعلى و ليس العكس فى تظاهرة النبوغ المصطنع ليس إلا للإشادة بمدى ثقافته.
و هو فى الحقيقة ليس إلا مصطنعا للغة مغايرة
تماما لبيئته و معرفته دون النظر لما سيعود على
المتابع له.
الكاتب هو صوت الأمة و سيف مهند لنصرة قضاياها
و إن لم يكتب ما يفهمه المحيطين فما الفائدة
من حمله رسالة أمة و هموم شعب و كيف يتواصل
مع الآخرين بلغة لا يجيد هو نفسه معناها.
التقعقر فى اللغة لا يعنى رص كلمات غريبة
توحى بصقل الموهبة و فى الأصل لم يتم توظيفها بالمكان الصحيح.
كما أنها تخرج الكاتب عن الحالة الشعورية التى بدأها
و يصعب عليه إستكمال غايته .
فهو يركز فى المفردة و لصقها فى جملة لا تتصل بها
و لا ينظر للمعنى العام للقصيدة بعد ذلك فتخرج
أبيات غير مترابطة مهلهلة المضمهون متناقضة المعانى ركيكة الفحوى...
و من العجيب أن تلك الحالة أصابت الجميع حتى كتاب
العامية فأصبحنا نعيش فى أتون حافل بالكثير
من التجليات اللوذعية لفرسان الحروف ممن اثقلوا
اللغة بدانتيل غير متناسق الهيئة لزركشة سطورهم
المستخفة بالعقول...
و هنا لا بد أن نشير إلى أن القراءة المستديمة هى أكبر مصل لشفاء هؤلاء من مرضهم المعدى .
فالاطلاع يزيد من مقدرة الكاتب على فهم معانى
الكلمات و ليس مجرد السماع و وضعها فى صور
هزيلة الإستعارة أو التشبيه .
رفقا بنا و بأنفسكم من تلك الآفة التى استشرت
فيكم و اكتبوا ما يناسب العصر مع أدوات البيئة
المحيطة بكم.
أجيدو العزف بجمال اللغة و ليس غريبها و استوصوا بنا خيرا فنحن مثلكم نعلم لكن حين نتحاور مع القارئ بمشاعرنا نغدقه بما يفهمه هو و من بعده من واقع حياتنا فنحن تراث موروث للقادمين .
فاقرأو ثم اقرأوا ثم...... اقرأوا و تمعنوا قبل النطق
بما تسطرون و خير الأمور الوسط.
و لا تجهضوا لحظة إبداع أتت بسلاسة للجرى وراء
الصعب المنفر مهما كانت قوته.
جاردى انا
جهاد نوار
الأديبة الناقدة
12 أبريل 2019
تعليقات
إرسال تعليق