حوار مع الأديب و الشاعر المصرى أحمد أبو العز

فى حوار عروبى هادئ
مع الاديب و الشاعر الاستاذ احمد ابو العز
منسق عام محافظة المنوفية
كان لنا هذا اللقاء نطوف معا فى بستان القصة تارة و الشعر تارة أخرى ثم نعطف إلى بعض القضايا
و أتركمم لمتابعة باقى الحوار
فى التعليقات و التى منها تعرفت على 
قامة ادبية ثرية و  متميزة الفكر ترفع لها القبعة بكل اعزاز و تقدير

كالعادة لنبدأ بالتعرف عليك
من واقع بياناتك الشخصية فى سطور نبذة مختصرة عن الشاعر و الأديب احمد ابو العز فى البداية و المناصب التى توليتها؟


ج/طاب مساءوك أديبتنا الراقية أستاذة جهاد  
لقد تصفحت حوارك الصحفي الممتاز معي و الذي يدل على أنك صحفية ماهرة وأديبة  مثقفة ومتميزة أما عن نفسي فأنا مواطن مصري أحب بلدي مصر أم الدنيا كلها وأمير الشعراء أحمد شوقي  يقول فيه  :
وطني لو شغلت بالخلد عنه 
نازعتني إليه في الخلد نفسي 
وقد بدأ  مشوار حياتي في مدينة الإسماعيلية عروس القناة حيث تعلمت في مدارسها الابتدائية والإعدادية حتي الصف الثاني الثانوي ثم انتقلت بعدها إلى قريتي سبك الأحد مركز أشمون محافظة المنوفية وحصلت على  الثانوية العامة ثم التحقت بكلية الخدمة الإجتماعية جامعة حلوان وحصلت على بكالوريوس  خدمة اجتماعية وبعدها حصلت على  دبلوم دراسات عليا من كلية التربية جامعة المنوفية وقد التحقت بالقوات المسلحة المصرية في السادس من أكتوبر 1973  وكانت بداية الحرب المهم أنني مكثت مدة سنتين ونصف ثم انتقلت إلى محافظة الدقهلية لأعمل في مدارسها أخصائي إجتماعي في مدرسة أجا الإعدادية ومدرسة ميت العامل الثانوية المشتركة ثم انتقلت الي المنوفية لاعمل أخصائي إجتماعي في مدرسة المساعي الإعدادية المشتركة بأشمون ثم مدرسة  سبك الأحد الإعدادية المشتركة ومدرسة الصناعة الثانوية باشمون ومدرسة عبد المنعم رياض الثانوية المشتركة بسنتريس المهم بعد عشر سنوات من العمل في تلك المدارس سافرت إلى  المملكة العربية السعودية لأعمل  أخصائي إجتماعي في كلية العلوم الصحية بالدمام  وقضيت فيها عشر سنوات كتعاقد شخصي ثم رجعت إلى المنوفية لاستكمل مسيرة العمل بالتربية والتعليم  وعملت في مدرسة التجارة الثانوية المشتركة في سنتريس ثم رقيت موجه في التربية الاجتماعية في  إدارة  اشمون التعليمية بأشمون لمدة عشر سنوات إلى  أن تم احالتي للمعاش منذ سنوات 

بالنسبة للمناصب التي توليتها في وظيفتي بالتربية والتعليم  هي : 
أخصائي إجتماعي في المرحلة الإعدادية 
أخصائي إجتماعي في المرحلة الثانوية 
أخصائي إجتماعي أول في المرحلة الثانوية 
موجه تربية إجتماعية في الادرة التعليمية باشمون 
وموجه متابع للإدارة في مدارسها  
عضو لجنة متابعة الأندية  الصيفية لإدارة أشمون التعليمية لمدة خمس سنوات الأخيرة في العمل وذلك لمتابعة الأنشطة  في جميع مدارس الإدارة في  مراحلها الثلاث الابتدائية و الإعدادية والثانوية  
هناك عشر سنوات كتعاقد في كلية العلوم الصحية بالدمام عملت فيها أخصائي إجتماعي  كانت سببا في تعطيلي في السلم الوظيفي في الترقية إلى  منصب مدير عام إدارة نظرا لتواجدي بالخارج عشر سنوات


س/بصفتك روائى و شاعر بالوقت ذاته هل صحيح ما يقال أن دور الشعر فى المجتمع تراجع بسبب ظهور القصة فى الأدب العربى خاصة بعدما صارت متمثلة فى مسلسلات و افلام ؟

3- دورالشعر  لم يتراجع بالعكس في الآونة الحالية نجد كثيرا من المنتديات والصالونات الأدبية كثيرة جدا في الساحة الأدبية وطبعا هذا بجانب الأندية الأدبية في قصور الثقافة في مختلف أنحاء الجمهورية وهناك في وسائل الإعلام سواء إذاعة اوتليفزيون بعض البرامج التي تتيح للشعراء الإدلاء باشعارهم و آراءهم في قضايا المجتمع بجانب الصحافة الورقية والاليكترونية او وسائل  التواصل الإجتماعي المتاحة للشعر والقصة معا ولكن يمكن القول بأن المجال للقصة متاح أكثر للتواجد قي الإعلام خاصة الإذاعة والتلفزيون في صورة مسلسلات او أفلام ولذلك فهي اكثر تأثيرا من الشعر ولكن الشعر يؤدي دوره أيضا في المجتمع وقضاياه ولكن دوره أقل من القصة دون تراجع فالندوات الثقافية كثيرة جدا و من خلال الشعر يمكن أن  نناقش القضايا التي تخص المجتمع و نجد ذلك بوضوح خاصة في رابطة الزجالين وكتاب الأغاني  وكما نعرف أن  الزجل يتناول قضايا المجتمع  بصورة ساخرة و بالنسبة للقصة أيضاً  نجد القرآن الكريم فيه الكثير من القصص الدينية التي تؤثر في القارئ وتعتمد على أسلوب التشويق في السرد وذكر الحدث والحقيقة مع الحوار المثمر المفيد لترسيخ عقيدة الايمان في ذهن القاريء وبذلك تحقق الهدف من سردها والله تعالي يقول في كتابة العزيز :  
( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين)  الآية  25 سورة القصص
2-  ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم لم نقصص عليك وماكان لرسول أن يأتي  بآية الا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون)  الاية 78 سورة غافر   
3- ( قال يابني لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك إن الشيطان للإنسان عدو مبين)  الآية 5 سورة يوسف  وقبلها  : 
( نحن نقص عليك أحسن  القصص بما أوحينا إليك  هذا القرآن  وإن كنت من قبله لمن الغافلين)  الآية 3 سورة يوسف  والقصص و اياتها كثيرة في القرآن الكريم    
والشعر تحدث عنه القرآن الكريم  في قوله تعالي : 
 ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو الا ذكر وقرآن  مبين  ) الآية  69 سورة يس 
2- (  وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون  ) الآية  41 سورة الحاقة    
3-  ( والشعراء  يتبعهم الغاوون)  الآية 224 سورة الشعراء 
وهناك آيات  أخرى  عن الشعر لكن القرآن الكريم تحدث عن القصة أكثر من الشعر لتأثيرها في الشخص المتلقي أكثر من  الشعر  كما أن  الشعر والقصة متوجدان منذ بدء الخلق ولا ننسي أول  قصة في القران تحدثت عن أبينا  ونبينا آدم  عليه السلام مع امنا حواء وأكلهما من الشجرة التي نهاهما الله تعالي عن الأكل  منها ولكن وسوسة الشيطان لهما كانت السبب وهبطا من الجنة إلى  الأرض في الحياة الدنيا كما أن الشعر كان موجودا كما نعرف في العصر الجاهلي قبل الإسلام وهناك الشاعر المخضرم الذي عايش العصرين العصر الجاهلي وعصر الإسلام  وهو شاعر الرسول  صلي الله عليه وسلم  : حسان بن ثابت  وقد مدح رسولنا الكريم في شعره  وقال عنه النبي عليه الصلاة والسلام أنه  مؤيد  بروح القدس  وهناك شعراء آخرون  في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم  ومنهم  عبد اللله بن رواحة و كعب بن مالك

س/فى هذه الفترة ظهرت علينا الكثير من الوجوه ذات اقلام متعددة الكتابات فهذا شاعر و تلك كاتبة خاطرة و قصة قصيرة و  أخر تخصص فى الومضة الخ من المسميات التى أثارت موجة
من الصخب الأدبى من خلال صفحات الفيس
فما رأيك بهذه التصنيفات
و كيف نواجه هذا الزخم الثقافى المملوء ببعض الهنات؟

ج/- فعلا في هذة الفترة ظهر كثيرا من الوجوه ذات أقلام متعددة الكتابات من الشعر و القصة القصيرة و نجد حاليا ما يعرف بالومضة في مجال الشعر و الومضة أيضا في مجال القصة القصيرة و هناك الكثير من الادباء لا يعترفون بالومضة الشعرية او القصصية و من وجهة نظري انا غير مقتنع بالومضة لانها لا تؤدي هدفا أو رسالة من خلال سردها سواء كانت ومضة شعرية أو قصصية وعموما بالنسبة للشعر او القصةمن حيث المبدأ لابد أن يكون لكل منهمارسالة و هدف و الشعر ينقسم إلى شعر عامية و شعر فصحي باللغة العربية يكون موزونا ومقفي وملتزم ببحر من بحور الشعر وهو ما يعرف أيضاً بالشعر العمودي وعلي الساحة الآن ما يعرف بالشعر الحر و هذا ما يستغله البعض الذي يتناوله في سطور لا تربطها وحدة في الموضوع  أحيانا و يطلق عليه البعض قصيدة نثرية لانه غير موزون و غير مقفي بقافية فيكون أشبه بالنثر ولكن يهمنا هنا وحدة الموضوع سواء كان شعر او نثرا و لا بد من مواجهة ذلك بعمل الورشة الأدبية في مجال الشعر و القصة و هذا مفيد جدا كما  أن المؤسسات الثقافية كاتحاد كتاب مصر و فروعه في  المحافظات بجانب الأندية الأدبية في قصور الثقافة في مختلف أنحاء الجمهورية لها أيضاً  دور في ذلك حيث يمكن أن تناقش قصيدة الشاعر المبتديء في قصيدته لتوضيح قوة او ضعف ألفاظه و عدم احتواءها علي ألفاظ غير مناسبة من ناحية المعني او احتواءها علي الصور البلاغية او البيانية  من كناية  و استعارة تصريحية او استعارة مكنية او تشبيه حتي يعيد صياغة قصيدته بأسلوب ادبي جديد و سليم لغويا و نحويا مع الوزن و القافية و لعلنا نتذكر شعراء العصر الجاهلي الذين كانوا يمكثون بالعام يعيدوا و يراجعوا قصاءدهم أكثر من مره ثم يعلنوا عنها فيما يعرف بالمعلقات ما بالنا بالشباب المبتديء بعد مئات السنين من العصر الجاهلي نجد الكثير منهم  متعجلا عن الإعلان عن قصيدته و دون مراجعتها مع نفسه او مع غيره و من هنا يبدو أهمية  الورش الأدبية سواء في الأندية الأدبية في قصور الثقافة أو  في المؤسسات الثقافية  الأخرى

س/كيف ترى المشهد الثقافى اليوم على المستوى المحلى و العربى و هل ما زال لنا مكان بين رواد الأدب و الفنون  كسابق عهدنا كرواد فى هذا المجال على مر العصور؟


5- بالنسبة للمشهد الثقافي اليوم سواء في مصر او حتي علي المستوي العربي لا شك يعتريه بعض القصور في الاهتمام بالثقافة التي تعتبر غذاء العقول بالنسبة للشعوب ولا شك أنه  توجد مواهب سواء في مجال الأدب  شعرا اوقصة أو  في مجال الثقافة عموما سواءرواية اومسرح او سينما وتلك المواهب تحتاج إلى رعاية وتلك الرعاية  يواجهها تحديات ضعف الإمكانيات  والميزانيات اللازمة لذلك مما يؤثر  في مسيرة الثقافة  وطبعا الأوضاع  السياسية والأمنية في  المنطقة العربية سيئة  للغاية حيث تعاني الدول العربية من عدم الاستقرار والفوضي والصراع بين طوائف  البلد الواحدة  كماحدث ويحدث في العراق التي انقسمت إلى  ثلاثة أجزاء  هم سنه وشيعة وأكراد ويوجد تناحر وصراعات بينها  وبلا شك ذلك الوضع الأمني يؤثر عليها  ليس في مجال الثقافة فقط ولكن في نمط الحياة عموما وماحدث في العراق حدث في ليبيا حيث تعاني الإنقسام  والفرقة وعدم الإستقرار  والأمن والاقتتال والحروب بين الشعب والجماعات الإرهابية  وأيضا  السودان التي انقسمت إلى سودان شمالي وجنوبي وتعاني السودان الشمالي حاليا من إسقاط نظام الدولة  والصراع الدائر  للوصول إلى السلطة  وينطبق عدم الإستقرار  والأمن علي معظم الدول العربية الأخرى  كاليمن ولبنان  والجزائر  و سوريا....الخ فهل في وسط  تلك الأوضاع  السيئة تزدهر الثقافة بالطبع لا وذلك حدث في مصر عام 2011 حيث تعرضت البلد لمؤامرة إسقاط النظام وبالتالي الفوضي و عدم الإستقرار مما أثر علي الثقافة لدرجة أنه  تم إحراق  المحمع العلمي بالتحرير وخلافه من المنشآت  الثقافية وحتي القضائية  كاالمحاكم وأيضا دور ومراكز الشرطه  وقد استطاعت مصر أن  تتخطي تلك الفترة السابقة الصعبة بأمان والحمد لله ووضعنا الأمني الآن علي ما يرام وعادت الدولة إلى  الاستقرار مما يبشر بتحسن كل شيء في البلاد ومنها مجال الثقافة التي تعتبر غذاء الشعب





إعداد و تقديم
جهاد نوار

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجوه مشرقة فى تحدى القراءة العربى متابعة جهاد نوار

الشعراء قادمون مع ( الAI)/بقلم جهاد نوار

مصر على مر التاريخ بقلم /أمل الشهاوى