يا إيقاعَ حواءِ!- بقلم: يوسف أبو ريدة - شاعر الجنوب الفليسطيني

فـــي بيتِ ربِّكَ لا في أرضِ خضراءِ =رمته بالرّمش...يا إيقاعَ حواءِ!
/
لم تسمع الحرفَ من ثغر الفتى غـزلا=ولا تـدفّــق في آذان طرشاءِ
/
لا تعرف القول، لم تنطق بحرفِ هوى=فكيف صيْدَ بإيماءات خرساءِ؟
/
هــامتْ بأطرشها من غير أغنيةٍ=وهام بالرمش في جفنيّ كحلاءِ
/
راحتْ تراقصه من غير ما حرَج=أأعرجُ الرِّجْلِ يُغري قلبَ حسناءِ؟
/
أغــرتْه أغـــرتْه لم تأبَهْ بأسْرَتــهِ=ولا استجـابت لزوجٍ أو لأبنـاءِ
/
وكيـــف تسلبه مـــــن أسرةٍ حملتْ=كــــلّ الهموم بسرّاء وضَرّاء
/
مــــن ربـع قرنٍ بجفن العين تحرسه=ولم تملَّ ولا ضاقتْ بأعباءِ
/
وتفهم اللغـــــة البكماءَ من يده=وحاجة الجسم من أكلٍ ومن وماء
/
تحـــــرّكُ الكفّ ما شاءت لتُفهمَه=وتشــــرح الأمر إنْ أعيا بإيماءِ
/
مـن ربع قرن وهذي الزّوج تسندهُ=وتزرعُ الحبّ في بيتٍ وأرجاءِ
/
أعطته كـــــل صنـــوفِ الأنْس صانعةً=فنّ الحياة بإصباحٍ وإمساء
/
مـــا أشعرتْهُ بضيق الحالِ...ما بَرِمتْ=ولا رمته بعيبٍ لـــو بإيحاءِ
/
فعــــــاملته أميرا فــــــــــــي مواكبه=وفضلته على باقي الأصحّاءِ
/
كــــانت سلاما له والليل مـصطخب=وأمنيـــــــــاتٍ بأشياء وأشياءِ
/
كـــانت له الحبّ والآفاق معرضةٌ=ومصدرَ الأمنِ في ضيقٍ ونَعماءِ
/
كــــــــانت تراه ملاك الكونِ فانقلبتْ= بها الحياةُ إلى عسرٍ وإقصاءِ
/
فالآن عـــــــــاد بأخرى طائرا فرَحا=هـــــا قد تعلّق مجنونا بصمّاءِ
/
العين بالعين والأفــــــــــواه صامتة=وفورة الجسم كانت شرّ إغواءِ
/
رمتْه بالرّمشِ عند البيتِ فاشتعلتْ=كلّ المشاعرِ من عطر الأحبّاءِ
/
قــــــــــــد غادر الدار نحو البيت معتمرا=فعادَ بالعشق مفتونا بحواءِ
/
وراح يطفئ نــــار الذّنب فاشتعلتْ=نار الصبابةِ في روحٍ وأعضاء
/
يـا رب كيف بدا عشق الأنام كذا=بلا لسان ولا سمعٍ وأسمـــــــــاءِ
/
وكيف تسلب حور العين قلب فتى=ما قال حرفا ولم يسمع لهيفاءِ؟
/
وكيف تسكـــن قلبَ الكهل فاتنة=خرساء طرشاء لم تخلق لإغواءِ ؟
----
يوسف أحمد أبو ريدة
تعليقات
إرسال تعليق