التوزيع الموسيقى و خالد زهران


كتبت /جهاد نوار
رئيس م. ادارة المجلة

التوزيع الموسيقى فن مستجد على
الساحة الطربية، بدأ فى التسعينات يظهر بقوة
كفن منفرد، فهو ليس وليد اليوم، و لا الامس

بل من الأمس البعيد، لكنه استعاد مكانته كمهنة
حيث تطور على مدى سنوات، عبر العديد
من الملحنين ممن أجادوا توظيف أدواتهم
لأنهم الأجدر بمزاولة هذا الفن.

و قد يظن المستمع أن اللحن هو بداية و نهاية المطاف،
 كما كنت أعتقد.

و لأننى لست مختصة تماما لكننى أعشق عالم الموسيقى، حتى بدأت حواراتنا الفنية
 مع الملحن و الموزع الموسيقى الفنان خالد زهران

الذى لم يضن بأى إجابة على تساؤلاتى
المستمرة، و مشاكسات حوارية، ومنه فهمت الفارق بين اللحن 
حيث يكون بآلة واحدة،و هو فن تنغيم الكلمة. 

ثم تأتى مرحلة التوزيع، التى يكون فيها
الموزع بمثابة مايسترو، يقوم بتوجيه اوركسترا متكامل، 
باختياره للآلات الموسيقية حسب رؤيته الفنية،مع مشاركة الملحن
أحيانا فى اختيار ما يناسب جمله اللحنية. 

و دور الموزع هنا يساهم فى إعطاء الغنوة كيانها الطربى،
 حيث نشعر عند سماعها و كأننا أمام العازفين على المسرح.

 كل يقوم بدوره حسب النوتة اللحنية المثبتة أمامه. 

و من مميزات فناننا المبدع،خالد زهران الاهتمام بالايقاعات الرشيقة،الهادئة و انتقائه للبيانو، الجيتار، الدرامز مع الأبوا،
 الفلوت و القانون،و كثيرا ما يهتم بدمج الغربى مع الشرقى
.
 فى هارمونى رائع نفتقده اليوم
 فى الأعمال التى تضج بالصخب،
و الذى يعلو على صوت المطرب فلا نكاد نستبين 
الكلمة وسط هذه الضوضاء،تحت عنوان
أغانى مهرجانات.

فهو كما أقول له دوما امتداد لزمن الطرب
الأصيل،و عمالقة الغناء، فى ثوب معاصر،يحمل فى طياته
مرح فوزى،حين يعزف من مقام الكورد، و دفء فريد،فى توظيف
 البيانو
الذى يذكرنا به و إحساس حليم مع ابداع الموجى
و الطويل...كما يذكرنا بأندريا رايدر، و على إسماعيل لانه يتخذ نفس
منهجهم كأشهر موزيعى الموسيقى فى زمانهم. 
و قد ظهر تأثره بالفنان على إسماعيل فى أغنية المغربلين
فلا شك أنه فنان،ذو بصمة مميزة،تؤهله للتواجد
كملحن،و مطرب له تاريخ فنى راقى،و ليس، وليد اليوم
حيث قام بالتلحين للإذاعة و التليفزيون،و السينما و المسرح
منذ تم اعتماده كملحن و حتى حضوره للقاهرة 
فقد قدم أعمالا متميزة منها الأغنية،و التترات لمسلسلات
و افلام و مسرحيات، و إذاعة

وموسيقى تصويرية للكثير من الاعمال
كما أثبت  تواجده و بقوة على الساحة
كمطرب  فى الرباعيات التى قام بغنائها
من كلمات الحامولى و ألحان دويدار، و قام بوضع موسيقاها
و التغنى بها فى اروع غنائيات بصوته العذب


حيث انه يتميز بصوت له سمات هادئة
 مع قوة العاطفة التى تحفز المستمع للانصات
حين يعانق الكلمة بألحانه مع صوته الشجى
و قدرته على إيصال المعنى للكلمة بالنطق السليم
و هو ما لفت انتباهى له حين عرض على أول أعماله

و التى توالت بعدها، كثير من الألحان، و التوزيع
حالة إبداعية، تستحق أن ألقى عليها الضوء تأريخا
لأعمال فنية، شارك فيها مع الزملاء من مبدعى عصره

أو مما انفرد هو بها، لحنا و توزيعا، و غناء، فيكون كعصفور
طليق، ينهل من رياض السلم الموسيقى،ليكتب أجمل الالحان
عزفا، و ترنما



 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجوه مشرقة فى تحدى القراءة العربى متابعة جهاد نوار

الشعراء قادمون مع ( الAI)/بقلم جهاد نوار

مصر على مر التاريخ بقلم /أمل الشهاوى