حكمة القدر/كلمات الشاعر عبد المولى نحلة
حكمة القدر
ما بالُها أحجمت عني برغبتها
أم حال دون رؤاها حكمة القدرِ
عشرون عاما أما تكفي لغيبتها
أم سرَّها نأيها بالريف و الحضر
عشرون عاما و شمسُ الروح غائبة
و العين بين فيافي البحث و النظر
تبكي جراحي نزيفا ليس يسمعه
سوى اشتياقي و حرفٌ هاج في السفر
غُصَّتْ به أضلعي فانسل يشنقني
و حِيلَ بين فراري منه أو حذري
القلبُ يحضُنُها و العينُ مخبؤها
و ما رأيتُ سواها مبهجا بصري
عشرون عاما و ما نُسِّيتُ ضحكتها
مَرَّ الزمانُ و قلبي خيرُ منتظِر
لا يطفئ الدمعُ وجدا ظل مشتعلا
و ما استكان فؤادي بعد في الخدرِ
مازلتُ أذكرها حين ابتسمتُ لها
و ثغرُها باسِمٌ بالشمس و القمر
كُنَّا فراخا و نبضُ الزغب يخلقنا
حتى استقرتْ بنبضي غُصَّةُ الكدرِ
قالت ـ فجف بريقُ الحرف في لغتي ـ
و استُنْزِفَتْ مهجتي بالصد و الضجر
دعِ الأخوة فيما بيننا فلها
الأفنان وارفة من طيب الثمر
عنوانُ جملتها لا تمتطي حُلُماً
يمضي بقلبك نحو البين و الخطر
كأنها ألقمتْ للثلج أوردتي
و أوصدتْ مهجتي في ضَيِّقِ الحفر
عاندتُ قولتَها مُذ أُسْكِنَتْ حدقي
و صرتُ أتبعُها في السلم و الخطر
لا الصحبُ يعذرُني في فُرقتي لهمُ
و لا الحبيبُ لصحرائي بمنهمر
و لا الحماقةُ في وُدِّي لرؤيتها
تُشْفىٰ و لا العقلُ في قلبي بمنتصر
عشرون عاما و ما زالتْ تراودني
و ليس لي مَعْدِلٌ عنها من البشر
#عبدالمولى_نحلة
تعليقات
إرسال تعليق