الغيران موسيقى و غناء الفنان محمد عبد الله

 ڪتبت: جهاد نوار

لا شك أن الڪلمة، ذات دور مؤثر فى الفنان الواعى الذى يجيد توظيف أدواته، لبناء كيان متكامل، فى صناعة الاغنية. 

و ذلك يرجع لدور الملحن، فى دمج جُمله اللحنية، مواكبة للحالة التى عاشها الكاتب، و من ثَمّ يأتى دور الموسيقى، المتسقة مع اللحن
، و هى تعتمد على مهارة الموزع الموسيقى. 
الذى يتسلم اللحن، فيقوم بوضع إضافات فنية، فيصوغ اللحن فى صورة غنائية، تزين الأغنية فى إطارها المتعارف عليه. 

فكيف إذا كان الملحن هو ذاته واضع الموسيقى؟هنا يكون الجمال مكتملا، فهو يستطيع، أن يجسد رؤيته كاملة، بدمج المهارتين معا.
 
حيث أن اللحن، و التوزيع، هما عصبا الأغنية، و قد دخل الرَكب الفنان الموهوب حقا، الأستاذ محمد عبد الله، الذى ولِـج بحرا‌ جديدا من بحور الفن، القائم على صناعة الأغنية، و الجدير بالذكر أنه من المولعين
بالفن الطربى الأصيل.
و يسعدنى اليوم إعلان عن ميلاد موسيقى، ينضم لقائمة الموسيقيين، فى خطا ثابتة، و ثقة، و طموح بلا حدود، اتمنى له كل التوفيق، و النجاح و الاستمرارية، فى قافلة المبدعين، هذا عنه كفنان.
 
أما عن الأغنية، و إن كانت شهادتى مجروحة فيها، لأنها من كلماتى، و التى كُتبت، فى توقيت ما، عن شخصية بالفعل، بها بعض من الغيرة، المنفرة، فعنه كتبت، بعض الحروف، سخرية من أفعاله. 

فجاءت تعبر عن الإنسان الحاقد دوما على غيره، فهو ككرة من النار، التى لا تأكل نفسها فقط، بل تحرق كل من حولها.. 

و نجدعبد الله، أجاد تجسيد تلك الحالة، بما قام به من وضع آلات تعبر عن الحالة، من ركلات،و ضربات،و هما يمثلان التصاعد الوجدانى للغيران،و التصفيق،الذى يعلن عن هَبة داخلية،عضدها التصادم، مع الضجيج،المتصارع دوما فى نفسية الشخص الغيور،فهو دوما فى حالة هياج داخلى،ناقم على من حوله.

 و جاء التناغم فى البيانو، و الأمواج،للتعبير عن السلام الداخلى للمؤدى.
 و هى صفة مميزة فى المطرب، لأنه دوما يجيد أداء الحالة التى عاشها المؤلف بجدارة،خاصة أننا دوما فى ورشة عمل،و نقاش للوصول
بالعمل للجودة،من كل النواحى،فلا بد من وضع لمسات مشتركة
لاكتمال الصورة،فلى أسلوبى الخاص فى تلك الأمور،أحرص عليه.
فكل التقدير، و الاحترام للفنان المبدع، من الجيل الحديث محمد عبد الله ابن الشرقية،الذى يمثل امتدادا جديدا لجيل الوسط،المنتمى،للزمن الجميل.
و  الذى تخطى مرحلة الاجتهاد،فهو دارس مجد كما أخبرنا ،فلم يعتمد فقط على موهبته، كمطرب، بل اتجه لدراسة التلحين منذ زمن، و اخيرا اتجه لدراسة التوزيع الموسيقى،بعدما استجاب لتشجيعى له بضرورة
دراسة التوزيع دعما لنفسه أولا،و المطربين ممن يرهقهم تكاليف
لحن و توزيع،و استوديو. 
فاجتمعنا لتحقيق فكرة الانتاج المشترك بحق،فدعوته لمشاركتى فى تأسيس الفريق الفنى شعراء، و ملحنين، و موزعين، و مطربين. 
و كان البدء من أوبريت مصر و عروبة، و قد أكمل معى الطريق
و أتمنى أن يظل يتمتع بثقته فى أدواته، بعيدا عن الغرور، الذى يفقد الفنان رونقه، و بهاؤه.  


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجوه مشرقة فى تحدى القراءة العربى متابعة جهاد نوار

الشعراء قادمون مع ( الAI)/بقلم جهاد نوار

مصر على مر التاريخ بقلم /أمل الشهاوى