الغزل فى شعر العامية بقلم جهاد نوار

 الغزل فى شعر العامية


كتبت جهاد نوار

الغزل فى شعر العامية


قالوا ن الحديث عن الغزل، والعشق، والحب لهو اجمل الكلام، واعذبه فهو من الفضائل، الانسانيه التي تسمو به النفس والعواطف، وهو جزء لايتجزا من إنسانية الانسان، وبالاخص ما كان عفيفاً. فحين قيل لأحدهم إن ابنك عشِق ، أجاب ،لاباس به ؟ إنه إذا عشق نظُف ، ولطف، وظرف.


 فما أجمل هذا القول، وما أصدقه ، فالعاشق يتطهر بحبه فلا يوذي حبيبه،ولا يقوم بما يسيئه ،بل يضحي من أجله، و لقد أجمع الباحثون في الأدب، والشعر إن الشعر فى العصر الأموى ازدهر ازدهاراً لا مثيل له


و هو فن مطروق من جميع الشعراء،منذ القِدم، حيث تغنى به الجميع، و اتخذوه حُليةً لقصائدهم،فكان مفتتح لكل قصيدة على الدوام. 

و هو نوعان الغزل العفيف( العذرى)، و الصريح

و قد كان قيس بن الملوح أشهر شعراء هذا النوع.


هو من الفنون الشعرية التى تنمو فيه حرارة العواطف،هو من أقدم الأغراض الشعرية،و أهمها تواجدا فى خاطرة الشعراء حين يكتبون.

و هو بلا شك فن لا يُسَطر إلا عن حب،فيأتى فى وصف الحبيب،ليعبر الشاعر عن جمالٍ خفى فيمن أحب،و يشرح بع مكابد العشق،و البُعد عن محاسن المرأة الجسدية. 


و الغزل العفيف، أو العذرى،ينتسب لقبيلة عذرة،من  بنى عامر،لشهرتهم برقة الاحساس،و صدق المشاعر،لدى العشاق حتى أنهم كانوا يموتون حبا.

و هو الأكثر شيوعا،فقد نشأ منذ العصر الجاهلي

حيث كان الغِنى، و الترف يعم على أهل هذا الزمان،

و مع ظهور الإسلام قل هذا النوع من الغزل،بدخول

الشعراء فى الدين.


 لكن سرعان ما عاد بقوة فى العصر الأموى،و أجمع الباحثون، فى الأدب العربى، أن الشعر كان فى أوج الازدهار، و ذلك بفضل عدة عوامل أهمها: 

الترف، و نضارة العيش، اللذان تمتع بهما معظم الممالك الاسلامية، و خاصة القطرالحجازى، بعد ما أغدق معاوية عليهم الأموال. 

وفرض على سكانه الإقامة الجبرية،بحيث لا يستطيع أحد مبارحته إلا بإذن من الحاكم ، لذلك مال الناس إلى اللهو، والطرب بشكل كبير فظهرت بذلك العصر ثلاث تيارات أو مدارس منها: 


1- المدرسة العذرية، وكان عمادها العفة، و الحب الصادق، و الاقتصار على حبيبة واحدة، و سميت بالعذرية نسبة إلى قبيلة عُذرة التى اشتهرث به ، و يطلق عليها أيضا المدرسة  البدوية، لأنها نشأت، و عاشت فى البادية، من أهم شعرائها.،،كثير عزة، قيس بن ذريح،قيس لبنی، مجنون لیلی ، عروۃ بن حزام ،،،،وغيرهم


2 - المدرسة الحضرية ، عمادها الفحش،ض والاباحة و عدم التقيد بواحدة، و سميت بالحضريه ،لأنها نشأت فى حواضر الشام، و الحجاز، و من أبرز شعراء هذه المدرسة جرير ، الأخطل. الفرزدق وغيرهم


3 - المدرسة التقليدية،و هى التى انتهجت خطى الجاهليين فتقلدت بهم فى بناء قصيدتهم من الوقوف على الاطلال ، و ذكر الاحبة، و وصف الترحال إلى أن تصل إلى الهدف المنشود من الغزل. 


و أرى أن الغزل، به يتقوى الحبيب على فراق المحبوب،أو بُعده، و يشكو آلام الوجد، و النوى، و الاشتياق، فانطلق الشعراء،يتغزلون فى المرأة ،فهى المحبوبة المعشوقة،و هى الأكثر حظا من أقلامهم،و حسنها هو شغلهم الشاغل فباتت رمزا الغزل، و التغزل.


و من سمات الغزل العذرى أن يهتم المحبوب فى التغزل بفتاة واحدة،فيُكرس لها عواطفه دون غيرها، و قد يذكر اسمها،كمجنون ليلى، و كثير عزة، و من الجدير بالذكر،أنه لا يتعرض المحب للملل أو القسوة،مما يعطى صفة الديمومة، لهذا العشق. 


و انتقل الغزل من مرحلة الفصحى،للعامية،مع مضى الوقت، فأصبح مادة سهلة التداول، لما فى شعر العامية،من سلاسة،و سهولة للتعبير، لدى المتحدث بها دون الفصحى،كدارجة شعبية، انتشرت، فكان لها رواجا ممتدا. 

فأجادوا بمفرداتهم الثرية،و صارت الأغنية، باللغة العامية،أكثر شيوعا،فثبتت أقدام تلك الفئة،فى الساحة الأدبية،فالأغنية ساعدت على الانتشار .

ويذكرنى بعضا مما تغنى به المطربون، و المطربات

لشعراء العامية، و ان سقطت بعض الاسماء، لكن ظلت العامية، سسببا فى شهرة للمتغنى بها، تتغنى شهر زاد، عسل و سكر عسل،عيون حبيبى عسل، و انت حبيبى يا حلو، يا اسمر

و هناك أيضا يا غزال اسكندرانى، و كأن حُسن القوام اختصره الشاعر فى الاسكندرية، و نسائها، لما نالته حبيبته من جمال، أثاره. 


كما اشتهرت الغزليات فى الأسمر،سواء التغزل فى الرجل من المرأة، أو العكس،فيشدو قنديل جميل، و اسمر بيتمخطر، شغل قلبى،بكام نظرة، تقول سُكر أقول أكثر، فجمع الكاتب بين النقيضين فى غزليته،كحبيب .

كما يغنى محرم فؤاد من كلمات ميشيل طعيمة

متغزلا، فى كل شئ منزالخد، للرمش، للوجه عامة

حتى دمها، نال من غزله نسجا ممتعا

ما تلونيش خدودك ما تلبسيش حلق

ده انتى كدة بطبيعتك من أجمل ما خلق

أه من أجمل ما خلق عيونك الجميلة

ورموشك الطويلة مش محتاجين لحيلة

تديلهم سحر اكتر، كفاية الوجه الاسمر

اللى بطبيعته احمر،

خفة دمك كفاية دى لوحديها حكاية

ده انتى كدة بطبيعتك من اجمل ما خلق، أه من اجمل ما خلق، و الشاعر هنا يتغزل فى جمال أنثاه،الغانية التى لا تحتاج لأى زينة،فهو يراها الجمال كله، و لكنه يُعد منالغزل الصريح المهتم بالمحاسن لكن دون اسفاف.

 

ڪما لم يقتصر الغزل على،المرأة، و الرجل فحسب بل اتجه الشعراء للتغزل فى الطبيعة،،فهى تمثل المرأة لديهم،مقلدون القدامى،و المحدثين من شعراء الفصحى، فالأغراض الشعرية ثابتة،لكن اللون يتغير حسب كل عصر، فحين يقول چاهين الحياه بقى لونها بمبى ،و الدنيا ربيع و الجو بديع،الشجر الناشف بقى ورور، و الكون بقى لعبىى و متهور.. فهذا غزل جميل، و ان حمل فى طياته روح الفكاهة،التى يتميز بها چاهين.


 انشغل الجميع،من الشعراء،بغزل رفيع المستوى،و هو التغزل فى الوطن، عموما ،و عامية و هنا لأن الحديث عن العامية فلا نغفل التغزل فى مصر من عموم الشعراء، سواء بالتصريح أو التلميح،فلم يفُت على أى شاعر،أن يكتب فى حبها،فهى المرأة الأكثر عشقا لدى الشعراء، يتغزلون فى نيلها،و أرضها،و جيشها،و شعبها، فهى الأصيلة فى حبهم، لا تتشارك مع غيرها من كل العالم

و فيها أقول: بحبك يا مصر

يا مصر العظيمة يا بلدى الحبيبة 

بحبك، و اسمك غنايا يا طيبة

يا حضن الشهيد، و أم الوليد

و نور السلام فى ليلنا البعيد

أحبك صبية جميلة، و عافية

و عاشقة لنيلك يا وردة ندية

أحبك فى جامع كنيسة و شارع

 و لمة حبايب تنادى اللى غايب

و احبك شراع فى ضى المراكب

و نسمة عصارة لموجة تشاغب 


ڪما لم يقتصر الغزل على،المرأة، و الرجل فحسب.

بل اتجه الشعراء للتغزل فى الطبيعة،،فهى تمثل المرأة لديهم،مقلدون القدامى،و المحدثين من شعراء الفصحى،فالأغراض الشعرية ثابتة،لكن اللون يتغير حسب كل عصر، و مما كتبت عن الغزل بعض الأبيات:

عيونها بحور.. بحور و السحر ربانى

شهد العسل منثور جبينها حلوانى

كما بنات الحور.. حلوة و عحبانى

انا قلت فيها بحور و الضحكة آه يانى

موال و ليه زهور مليالى بستانى

و كذلك عن السَمار الذى شغل العشاق كتبت

قالوا السمار لونى أنا قلت مين ادى

عمر القمر ما يبان من غير سمار خدى

و النسمة من طبعها تمشى و بتعدى

على قلوب ف الهوا طايرة و ما بتهدى


نوبة و محبوبة و جمالها طرح النيل

هيبة ما مغلوبة غنواية ف المواويل

.

لو قلت كل السُمر، و الله يا ناس حلوين

يبقى الجمال له معنى م الشامة ع الخدين

... 

من حر شمس الصيف الحلوة تتعاجب

ماشية بدم خفيف و الكل بيه عاجب

 سمرا بطبع أصيل  فيها الأدب غالب

غنى يا شاعر قول و لا لهواك حاجب

....... 

 يا مركب الاحباب تعالى من تانى

هنا ع الضفتين عشاق و الحب ربانى

ليه كل ما نشتاق تبعدنا و م الأول

شاعر غرامى أصيل عاشق مالوش تانى

لا باع هواه بالأجل و لا سلفه لجانى

.... 

طبع الهوى غلاب بحره كتير عالى

موجه ف سر خطير ما يبوح و لا يلالى

ومكتر المجاريح لكن دواه غالى

طرح الهوى غدار و ايش يعمل الوالى

.... 

يا للى الهوى دوبك من لون خدودها السمر

عاشق و بمحبتك طعم الليالى يُمر

و لو يوم تدوم غربتك جوة الجليب دوم سر

كما نرى عند شعراء العامية الكبار كچاهين


يا بنت يا ام المريلة كحلي يا شمس هلة

وطلة من الكولا، لو قلت عنك في الغزل قولا

ممنوع عليّ ولا مسموح لي،

أنا أحب أقول الشعر في الحلوين،

والحلو أقول له يا حلو في عيونه

ولو ابتديت بشفايفك النونو،

ما يكفنيش فيهم سبع مواويل،

يا ملاك يا جنية يا ست الحسن

يعجبني توهانك في أحلامك،

يعجبني شد الخصر بحزامك،

يعجبني أخذك للكتب بالحضن


جهاد أبو نوارج(جهاد نوار) 

عضو عامل بنادى أدب قصر ثقافة دمياط الجديدة

١٥ ديسمبر ٢٠٢٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجوه مشرقة فى تحدى القراءة العربى متابعة جهاد نوار

الشعراء قادمون مع ( الAI)/بقلم جهاد نوار

مصر على مر التاريخ بقلم /أمل الشهاوى