كورونا ،و الكمامة بقلم جهاد نوار
منذ ايام كان هناك رجل و زوجته ممن يجمعون الأشياء من القمامة..زجاج و علب عصير.
و لا حظت أنهم لا يرتدون كمامة كباقى المهتمين بهذا الامر ممن يمرون بعرباتهم
توجهت لهم بالسؤال فأجابنى بأنه
يا إما الكمامة او الاكل اندهشت من رده
و لم افهم.
قال ما فائدة كمامة و انا طعامى ليس به
ما يعينى على الاستمرار قويا و مطالب ان اوفر لاولادى و زوجتى احتياجاتهم من طعام صحى زائد ادوية الحجة
يبقى ايه اولى كمامة ارميها بعد ساعتين تلاتة و لا حزمة جرجير،لطبق السلطة؟😢
رد ألجمنى أو صدمنى لا اعرف وصف ما انتابنى من شعور..دمعة متحجرة و خرس
للحظة
و عندما احسوا أننى سأعطيهم نقود استطرد قائلا لست مسكينا للدرجاتى انا بشتغل شغلتى دى و رزقى مكفينى و مبسوط و كمان معايا مؤهل لكن معملش حاجة ليا
لكن بحمد ربنا على رزق بيمنعنى التسول.
و لأن هناك حاجات مهمة عندى فى الوقت ده
لازم اوفر الاهم للحياه ،حظر ماشى و بنخرج
للضرورة واجب.
لكن الكمامات و الجوانتيات فوق طاقتنا لأسرة مكونة من ٤ اولاد غير الام و الاب و نرميها بفلوسها ناكل و كفاية علينا الصابون .
مع انه بيوفر لاولاده حين الخروج كمامات
خوفا عليهم؟
تركنى و غادر هو و زوجته على عربتهم
التى تشبه موتوسيكل محملة بالكرتون
و علب عصير،و زجاجات كولا،و على بعد مسافة نزل و قطف بعض من أعواد الجرجير
من امام ڤيلا قام أهلها بزراعتها وسط
الحديقة مع الزهور ثم انطلقا.
و تركا بداخلى سؤالات
ان الجرجير هو أقل شئ رخيص بالخضروات و هناك من لا يمكنه الحصول عليه كوجبة من الناس التى لديها عمل بالفعل كهذا الرجل ماذا عمن لا يتوفر لهم العمل
و بهذه الظروف التى يمر بها العالم و كم
من الأسر تحيا حياة بائسة و لا ندرى بها.
و كيف يمكنهم ان يوازنوا بين احتياجاتهم
من طعام صحى و أدوية لمرضاهم و رعاية
اطفال...و الوقاية من كورونا التى تسوقنا
جميعا للهلاك.؟!
كيف سيتعايش هؤلاء فى ظل تلك الأزمة
التى ليس لها حتى الآن أى مظهر يدل على
انها فى طريق الزوال؟
و اظن انها ستظل معنا بعض الوقت كمرض
من امراض القرن كما سبقتها الانفلونزا
و غيرها مما يبقى حتى يتم التوصل للقاح
أو مصل للوقاية،لكن متى يحدث هذا لا نعلم؟
بهذا الشكل التعايش القادم مع الكورونا سيكون أمرا خطير بسبب مثل تلك الحالات
من الأسر التى تحيا تحت خط الفقر
و لن يتم السيطرة على الأمور، بعض الناس هتضطر ان تفاضل ما بين الطعام او وسائل الوقاية و الطعام طبعا هينتصر و حالات الاصابة هتزيد.
هذا هو وعى الانسان الذى لا يملك قوت يومه،ليشرى اقل الأطعمة ثمنا و اكثرها فائدة حسب حالته.
لا بد ان تقوم الدولة بتوفير كمامات الوقاية
باسعار تناسب مثل تلك الفئات او حتى تكون مجانا و لا ادرى كيف يتم ذلك
هناك رجال اعمال و فنانين و غيرهم ممن
حان دورهم فى تلك الازمة فالهلاك لن يختار
فقيرا و يترك أميرا
بل سيعم علينا جميعا...اما انا فكرت فى زراعة الحديقة المحيطة بالڤيلا ايضا بعض تلك الخضروات الهامة و التى ممكن ان تفيد هؤلاء الجائلين لما لا يفعل الجميع هذا
بدلا من الشجيرات الغير،هامة هناك النعناع
و الريحان و الجرجير و البقدونس و كثير من الاشياء التى تعطى مساحة خضراء و مفيدة ايضا و سادعو الجميع لتعميم الفكرة.
١٦ مايو ٢٠٢٠
تعليقات
إرسال تعليق