تحت المجهر بقلم/ جهاد نوار

 من كُتب المعرض

تحت المجهر


رغم كل ما قرأته فى كتب الخيال العلمى،و سبقتهم كل أفلام هوليود التى ضجت بالسفر خلال الأزمنة القديمة،والمستقبلية،و رسم حيوات لم نرها بعد.

و ما عشناه جميعا من محبى الاستطلاع عن الكواكب البعيدة،و كائناتها المجهولة،لكننى لم أر مثل ما قرأته فى هذا الكتاب العَجيب المعنون بحكايات الدومينو،و ليس عليه اسم كاتبه،بل تم اخفاء اسم المؤلف،و مصمم الغلاف،فى تجربة مميزة،و مختلفة حتى فى التوثيق لدى دار الكتب،و الوثائق المصرية،فصدر بقلم فاى .

و لشدة ما اتسم بالخيال الخصب،حتى ظننت كاتبه ،و كأنه ليس يدين بأى ديانة،و قد ينتمى لعالم مختلف،صحيح أنه ذكر بأن ما كتبه مجرد خيال.

لكن مما لا شك فيه أنه،و ربما يريد محو أفكار،و معتقدات و بث أفكار جديدة،تارة بتكذيب حقائق،أو تأكيد شائعات،و تارات أُخر بضخ أفكار عبثية،تُلقى بالجاهل فى بحور الضلال،كوصفه للمثلية على لسان أحد الشخصيات.

إنه كتابٌ يستحق النقاش على موائد الفكر،فى حضور هائل،لصفوة المفكرين،من علماء الدين،و البيولوجيين،و الكيميائين،و الفيزيائيين،و ما وراء الطبيعة،و الأطباء،و علماء الأثار،و الأهم هم السياسين لوضع حوار مكتمل حول ما جاء بهذا المصنف الورقى العجيب فى كل شئ بدءا من الكاتب ،و المصمم لغلافه ،حتى محتواه.

فقد تشتت ذهنى جراء بعض المعروض بداخله،حتى تشككت فى طبيعة الكاتب،هل هو ملحدٌ مشرك علمانى،هل هو  يهودى،مسيحى؟ أم مسلم؟لأننى فى الصفحات الأولى كنت معجبة جدا،لحد أننى فكرت فى التواصل معه،لحجز نسخة من الجزء الثانى،عن حكايات فاى،و هو الرمز الذى اتخذته اسما لها،و هو يتسم بالغموض.

لكن لتأخرى فى التنفيذ ،و بعد التوغل فى القراءة،و انجذابى لللأحداث عقدت العزم على الانتهاء من تلك القصة،أو الرواية أولا ،أو أى كان اسمها.

فبرغم ما أصابنى من ذهول أحيانا،فأنا أؤمن بأن كل إنسان له حدوده العقلية،و قد أكون لست عالمة بأمور علمية كثيرة حولى،كذلك ليس كل ما هو تاريخى قد ألممت به،و لا كل ما هو سياسى،و لا ،و لا...لكن لدى أمور أعلمها جيدا..

و قد تكون طريقة السرد المختلفة،تساهم فى التوهان،لكن ليس مع القارئ،الحازق، الواعى،إنما التوهان الأكبر فيما بدر منه،و من خياله اللانهائى،حتى وصل لتفنيد كل تشكيك،فى معلومة حدثت بالفعل سواءحديثا،أو من القدم.

دينية كانت،أو فيزيقية،سياسية،علمية ،طبية،أو حتى عاطفية بدءا من نظريات دارون،و أهمها نظرية التطور،و التى لا نهتم لها بالفعل،فهى ضد الحقيقة ،لأن الكون من صنع الله، وصولا لابن اللادن ،و ما فعله،ثم التطرق لفرعون موسى،و حتى المسيخ الدجال الذى رمز إليه،لكنه أيضا تحدث عنه بشكل مثير للدهشة ،و الأكثر غرابة هو مالك الكون لا أفهم ماذا يقصد به حقا؟

حتى أن الحضارة المصرية لم تنجُ منه،كلما تعلمناه جعل منه أكذوبة،كأننا فى عالم بلا عالم.

مما جعلنى بدأت أفكر، فى الاتصال بهذا المؤلف،لسؤاله من أنت ؟ لماذا تضع بين السطور ما يشكك فى ديانات سماوية و آيات قرآنية؟و حضارات ،و علوم،من أين لك بتصيد الأخطاء؟

و لماذا اعتمدت فى الكتابة ،على الاقتباس من القرآن لحدِث ما ؟ثم زعزعة النفوس،و من الذى راجع ما نشرته من قِبل الجهات المختصة؟أم لم يحدث؟و إذا حدث فأين المراجع التى بها استعنت،كهوامش إضافية

تعضدد المؤلَف الصادر لدى الجهلاء،أو ضعفاء العلم،ممن يقرأ لك؟و ممن يهتمون بالخيال العلمى المشبع بمعلومات تكون فى الغالب صحيحية.

فكم سافرنا عبر الزمن،و عجلته العجيبة،مع كثير من الكُتاب،و عدنا للواقع ننتظر التقدم العلمى الذى دار الكاتب بفكره حوله.

و برغم كل تلك التساؤلات،عن هذا العمل الأدبى التى اعتمدت كاتبته على تنضديد كل عناوين الصحف،و المجلات،و الأبحاث العلمية،و الفضائية،و الكونية،و استغلال كل الكوارث العالمية التى وضعت فى صياغة أدبية مبهرة.

فقراءتى تُؤكد أن للكاتب أسلوب جميل فى السرد،و التشويق،و الإثارة، و إن شوهته بعض الأخطاء الإملائية أرجو أن تكون من التنسيق،أو التدقيق،فلم أقرأ قصة بها تعمد هذا الخطأ أبدا فتكراره يؤكد أنه ليس اعتباطيا.

الجدير بالذكر أننى استمريت فى قراءته لمدة عشرة أيام متواصلة

من بعد شرائه فى ٢٧ يناير من معرض القاهرة الدولى للكتاب،بدورته الخامسة ،و الخمسين، حتى السادس من نوفمبر ،بالدورة الخامسة،و الخمسين 

جهاد ...جاردى

٦فبراير ٢٠٢٤

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجوه مشرقة فى تحدى القراءة العربى متابعة جهاد نوار

الشعراء قادمون مع ( الAI)/بقلم جهاد نوار

مصر على مر التاريخ بقلم /أمل الشهاوى