جهاد نوار
لا اله الا الله
احيانا أشعر ان هذا الفيس و ما أتاحه لنا من التواصل مع كل الناس على اختلاف السنتهم و افكارهم و اماكنهم هو نعمة ذللت لنا عقبات كثيرة.
ففيه من الرواء الفكرى و الثقافى ما يثلج
الصدور لمن يبحث عن مثل تلك الأمور.
بل أفرد مساحة كبيرة لإظهار من كانوا نكرات بلا هوية .
و أفرز من المواهب ما لم يكن بالامكان الوصول إليه لولا تلك البقاع الخضراء على شاشته المثيرة للنقاشات و الجدالات.
و عند ولوجى لهذا العالم منذ ١٠سنوات
كنت اراه عالما عنوانه الرقى و الاحترام
من كل انسان و كان الطريق منذ البدء
عبر منتديات الثقافة و الأدب التى جمَّعتنا
من كل دول العالم.
و اصبحنا فى مدة بسيطة كمدينة ثقافية مجهزة بأجمل الامكانيات من شعراء،و ادباء و رواد الاعلام و الفن و السياسة بدءا من اليمن فالمغرب و عرجنا على فلسطين فلبنان و منهم لسوريا و الاردن و دول الخليج ناهيك عن بعض شعراء المهجر باستراليا و أمريكا و إيطاليا.
كم هائل من العقول الراقية ،تجمعنا ألفة
الإبداع الأنيقة،و روح الكلمة المنتقاه بكل رقى،حتى حين الاختلافات السياسية كنا
فى أوج المعارك الفكرية ،لكن فى سلام
و احترام نتحاور و نثرى أمسياتنا بحوارات
هادفة للارتقاء بفنون الشعر و الأدب.
ما كان هناك أية تجاوزات يندى لها الجبين
كما نرى اليوم من بعض النفوس المريضة
ملتقيات و ملتقيات ساهمنا فى تأسيسها بل
و إدارتها بكل جدارة و أثبتنا قدرتنا على التواجد بلا اى شوائب تعرقلنا او تديننا.
اكتسبنا الرفقة الأمينة خاصة من أبناء دول
الجوار من مؤسسى غالبية المنتديات الثقافية و كانت و قتها جميعها عربية مستقلة راقية التواجد ليس إلا خدمة لاكتشاف المواهب و تجديد دماء الثقافة فى
كل شبر حولنا.
و أنشأت مواقعى الخاصة و انتشرت و توالت التحديات ،و نحن جميعا معا يدا واحدة
ما وهِنا يوما.
خرجنا للواقع بقوة و كانت لنا جولات مشرفة
و اياد بيضاء كالعادة على كل من يحتاج.
حتى ظهرت طبقة مختلفة تماما عن وجهتنا
و اندست بيننا بلا سابق إنذار و تغلغلت و ما
كان منهم من قلة الاهتمام و الاحترام لكل المواثيق التى سرنا عليها أمدا.
فتسببوا فى فساد الحياة الثقافية و السياسية و الاجتماعية و جعلوا من الفيس مرتعا لرغباتهم،فهم من المتقاعدين الباحثين
عن مصدر رزق او مكانة عبر الفيس او رواد
مقاهى السيبر.
فانقلبت الموازين و كلما عدلناها لهم عادوا
لأصولهم،و حتى اليوم يزدادوا و منهم نعانى
بكل الأطياف.
و ما يُحزن فعلا أن منهم ذوى عقول تستحق
الاحترام لكن لأسف ،تحولوا لشماسرة إبداع
و فنون و حتى غير ذلك استباحوه.
اصبحت كل مناسَبة فرصة لاقتناصها لصالح الجيوب و لا ضرر أيضا أن تكون للنفوس منها
نصيب.
انعدم الضمير الأدبى و الاجتماعى تحت مسميات كثيرة منها التعارف و الاهتمام
الغير محمود.
انبلج فجر جديد عنوانه الضياع و بلا رجعة
لبعض القيم و انساق البعض خلفه كقطيع
من الأنعام.
و كل ازمة تستغل للصالح الخاص حتى كورونا ما نجا منهم فهذا يطلب مشاركة
باسهم حماية جنود الرداء الأبيض و تلك مبادرة للمساعدة فى عمل ابحاث الطلاب
المطلوبة من الوزارة مقابل ثمنا زهيدا
كثير من مبادرات الاستغلال لهموم الناس
العالمية فى وقت نحن أحوج فيه للتكاتف
و التعاون للخروج من أزمة الموت المنتظر.
تحول الفيس فجأة لسوق تجارية يتاجروا
فيها بأحلام الناس و طموحاتهم بل و آلامهم
و لا عزاء للمنكوبين.
جاردى ٢٧ مارس ٢٠٢٠
تعليقات
إرسال تعليق