اعرف نفسك/ بقلم جهاد نوار
كتبت جهاد نوار
كل شئ فى الحياه،له سيرة ذاتية،خاصة به،كل كتاب،كل مقال،كل قصيدة،كل قصة،كل شاعر،كل برنامج له سيرة ذاتية خاصة به
فلن نعلن عن برنامج دون ذكر فريق العمل،و أولهم المعد للبرنامج،فهو أهم فرد فى فريق العمل،لأنه هو الذى يضع كل خطوط اللقاء،و يعد المادة التى سيتم تقديمها،سواء مُعد فقط،أو المعد،و المقدم معا يكونا واحدا هذا لو من المبدعين
فهو كالكاتب،بل كاتب فعلا،فلا يمكن اغفال دوره،و قياسا على ذلك كل عمل أدبى،فهو له مالك،لا يحق نسبه إلى غيره،كالشعر ،فهو لمؤلفه فقط،تحت عنوان حق ملكية فكرية..
و يجب الاهتمام،و التركيز على تلك النقطة،سواء تم إلقائه أوغنائه فالكاتب يجب الإعلان عن إسمه قبل الغناء أو الإلقاء فهو حق أصيل للمؤلف،و ليس لغيره.
لأنه صاحب الفكرة،التى بلورها فى قصيدة معينة أو قصة ما بحروف ذات نسق لا يمكن لغيره الخروج بها،فعلينا الا نغفل دوره أبدا،لا سهوا،و لا تعمدا،فقد قام طفل يلقى بقصيدة قد أعجبته،من اختيار والدته.
لكن للأسف،هى لم تتحرَ الدقة فى البحث عن مؤلفها،فنسبتها لأمير الشعراء أحمد بيك شوقى،رغم أنها للشاعر الدمشقى نزار قبانى،و هذا الخطأ للأسف كان صعب تداركه،فالطفل رغم أن موهبته الجميلة ليس فى الإلقاء فقط،
لل ككاتب أيضا،فهو ممن يكتب الشعر من المواهب القليلة التى تكتب لنفسها،،و يعتز بالفصحى،أى هو بالفعل شاعر صغير،و شرفت باكتشافه من عام،ضمن المواهب التى قمنا بتكريمها بنادى الطفل.
فلما وقع اليوم فى خطأ بسبب غياب وعى الأم،التى لا تقدر ما معنى شاعر،و قصيدة له فيها حق،كان من الصعب اقناعه بأنها لنزار،و ليست لشوقى.
فكتبت له على الورقة اسم الشاعر،فوجدته مصرا أنه شوقى لماذا؟ لأن الماما قالت له كده،و طبعا هذا خطأ بجب التنويه عنه ،للأمهات اللاتى يستهينوا بحقوق الملكية الفكرية ،فليس معنى أنك تساهم فى دعمابنك ،أو ابنتك سواء كموهبة،أو كتعويض لما لم يصل له الأب أو الأم،فيفعله مع طفله.
ليس معناه ألا تهتم لتعليمه حقه،و واجبه،فكل حق يقابله واجب،و أنتن تتصفحن الصفحات لاختيار مادة أدبية لأطفالكم،فعليكم ألا تمنحوهم ما لا تملكوه،و لا هم يملكونه.
كى لا تصنعون طفلا ناقص الهوية،قد يزور الحقائق فى يوم ما،المسألة هامة،و لا يجب تركها دون أشارة،فقد تكررت بشكل آخر،أن طفلين بعد هذا الطفل،وقفا يلقيا بقصيدة على أنها لهما،و ما ذكرا شاعر لها من الأساس و كانت النتيجة،أن الحضور صفق لهما كشعراء،لكننى استوقفتهم،و سألتهم لمن الكلمات فردا على لا نعرفه؟
فقلت لهما إذن قولا أنها لقائلها،أو اختاروا من تعرفوه قبل الالقاء.فكما قلت هذا خطأ،بسببه يشب الطفل الموهوب فى الإلقاء كأنه شاعر،و هو ما زال ليس بشاعر،فنرجو الاهتمام،و التركيز على اسم الكاتب قبل أى شئ
أنت طفل موهوب حفظا،فهما،القاءا،لكن لست كاتبا حتى الآن،و إلى أن تصل لمرحلة الكتابة،و هى قد تحدث يوما ما،فاعرف نفسك،و لا تقدم نفسك بصفتك شاعر،و تلك مسؤلية الأهل،و كذلك الداعمين لهم من نوادى المواهب
خاصة أن لك زملاء يكتبون بالفعل كسيف ضيف الطفل الشاعر الذى بالصف السادس الابتدائى،و قد اكتشفته ككاتب صغير،له فكر،و موهبة بِكر تستحق التقدير،و الإعلان عنها فلا تأخذ مكان ليس لك.
و دور الجميع لا تعظموا المواهب بما ليس فيهم،فأنتم ستدمرونهم فى
المستقبل حين يكبر،و يتذكر أنك كنت تغشه،بتقظيمه كشاعر،و تكريمه كشاعر،و هو كان مجرد مُلقى،حافظ،و ليس كاتب .
و مما يغيب عن البعض،أن الشعراء،هم ذو رسالة،و قد ذكرهم الله سبحانه و تعالى ،فى كتابه القرآن الكريم،فى سورة الشعراء،و لم يرد عن غيرهم،حتى رسولنا الكريم كان له شاعر
و هو حسان بن ثابت شاعر الرسول نبينا المصطفى محمد عليه الصلاة و السلام،فالشعراء لهم مكانة.
فكيف نُهمش دورهم فى حياتنا،و نتجاهلهم تحت أى ظرف؟ بدءً من اقرأ،أول آية نزل بها الوحى على رسوله الكريم،فى سورة العلق،حتى قوله تعالى
و الشعراءُ يتبعهم الغاون ٢٢٤
ألم تر أنهم فى كل وادٍ يهيمون ٢٢٥
و أنهم يقولونَ ما لا يفعلونَ ٢٢٦
إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحاتِ و ذكروا الله كثيرا و انتصروا من بعدِ ما ظُلموا و سيعلمُ الذين ظلموا أىَّ
منقلبٍ ينقلبون ٢٢٧
الشاعر الكاتب بقلمه،يبنى حضارة،و يعلى من شأن الأمة
و يثرى الفكر،و يعبر عن قضايا وطنه،و له عالمه الجميل
للا تبخسوه حقه
تعليقات
إرسال تعليق