خالد زهران/بقلم جهاد نوار
خالد زهران مع أحد أصدقائه الجدد،و كان يحبه جدا
من ارسال الفنان المعلم،مدرس الموسيقى بمدرسة الأهرام مودرن
مايو للعام ٢٠٢٤ ،حيث كان يتحدث عن سعادته باحتمال بقائه للعام التالى،فتلك المدرسة كانت مميزة عن ما سبق،بالنسبة له و كل ما عمل بهم،و يبدو أن الله جعله ينعم بآخر سيزون له فى رحلته كمدرس،لكن للأسف فوجئ ،و كالعادة بطلبه فى مكتب المدير بعد الفطور الجماعى ،ليوقع على قرار الاستقالة .
و هو عمل يلجأ له مديرو تلك المدارس الخاصة،مع المدرسين بشكل غير أدمى،و كم اشتكى لى من هذه المأساة،و وعدته بالحديث فى تلك المسألة بسبب الاستمرار فيها.
كان حديثه ممتلئا بالحزن،فهو عاشق لمهنته تلك،و بها يحيا بالتوازى مع موهبته،كملحن،و موزع موسيقى،و مطرب لذلك تخطى مراحل الهبوطو تميز بعزة النفس ،و احترام الذات،فكان حريصا على الوظيفة ليستطيع أن يختار الكلمة الهادفة،و يقدمها فى صورة موسيقية راقية للمستمع.
و كان يفتخر بأنه،غير مضطر لتقديم أى تنازلات فى الوسط،ليتواجد ففنه ليس للبيع،بقدر ما هو للاستماع،و التقدير،و كان يؤمن دوما رغم
ما قدمه من اعمال للإذاعة،و التليفزيون،و السينما،و المسرح،لكن ما زال
لم يعمل شئ،فهو متواضع جدا،رغم ابداعه المتنوع،الذى بدأه من التسعينات،فى رحلة طويلة من العمل،و الاجتهاد،رحلة شابها كثير من الأزمات،تخطاها بصبر،و إيمان،و تحدى للبقاء.
خالد زهران
هو الإنسان،الفنان،المعلم،و الأب،و الصديق، كل صفة من تلك الصفات
لها مدلولها الخاص التى كونت شخصيته الفريدة من نوعها فهو عاشق للحياة،لكن دون كدر،يكره الغرور،و الأنانية،يدعو للسلام،و الهدوء النفسى،و البعد عن مواقع أى تأثير سلبى يبدأ به يومه.
كان راضيا دوما بأقل القليل،طالما حلال،لا شُبهة فيه،كإنسان
كان حساسا،مرهفا،مبدعا،و ذو رؤية متجددة دوما كفنان حقيقى لم يأخذ حقه الطبيعى من الظهور اللائق به لأنه ليس متطفلا على الساحة الفنية و أهلها.
كان رؤؤفا،عطوفا،أمينا،يؤثر أهله على نفسه كأب يهتم بصورته فى عين أبنائه،العاشق لهم و يلهث خلف رضائهم عليه،كما كان يردد دائما.
كان مهموما بكيف يجعل من حوله،غير مستاء منه،و لا يرد الإساءة بمثلها،بل يصفح،و يعفو،فى وقت قصير، و كم أوجع قلوب كل محبيه، بفراقه لهم،و لا أحد يعترض على قدر الله المكتوب علينا جميعا،لكن للرحيل ألام ،و للفراق فسوة ،خاصة إذا كان فراق دون عود.
فله،و عنه أكتب كما اعتاد منى دوما،و كما كان يسعده ذلك،لذا لن أتوقف عن الحديث عن رفيق درب بحق،و كما وصف نفسه دائما،فهو له حق علينا جميعا،و على ألا أغفل حقه
فما رأيت منه سوى كل جميل،تواضع،و زهد،و تدين خاصة بآخر أيامه،حيث كان حريصا على قيام الليل،و تلاوة القرآن كما أخبرنى،و كان دوما يسألنى فى بعض الأيات التى يحتفظ بها من المصحف الالكترونى كاسكرين شوت.
فأجيبه بقدر ما أعلم،أو أخبره أننى سسأل مختص،لأننى اخشى الخطأ، فما أعرفه ليس اكثر مما تعلمناه فى المدرسة ،فشخص مثله له كل الاحترام،و التقدير حيا، و مفارقا.
طيب الله ثراهُ،و تغمده بواسع رحمته،و اثابه على حسناته
و تجاوز عن سيئاته،و اعطى لأهله و صحبه،و أحبته،و محبيه
صبرا على فراقه.
آمين
جهاد نوار
تعليقات
إرسال تعليق